أثر
الإيمان بتوحيد الله في اسمه الملك يتجلى في تعظيم الملك ومحبته،
وموالاته وطاعته، وتوحيده في عبوديته، والاستجابة لدعوته، والغيرة على
حرمته، ومراقبته في السر والعلن، ورد الأمر إليه، وحسن التوكل عليه، ودوام
الافتقار إليه ..
وأعظم جرم في حق الملك الأوحد منازعته على ملكه أو نسبة شيء منه إلى غيره .. فصانع الشيء ومؤلفه هو مالكه المتصرف فيه، ولو اعتدى أحد عليه بسلب ملكه ونسبته إلى نفسه أو غيره، سواء بالفعل أو بالادعاء لكان ظالمًا مدعيًا ما ليس له بحق.
وأعظم جرم في حق الملك الأوحد منازعته على ملكه أو نسبة شيء منه إلى غيره .. فصانع الشيء ومؤلفه هو مالكه المتصرف فيه، ولو اعتدى أحد عليه بسلب ملكه ونسبته إلى نفسه أو غيره، سواء بالفعل أو بالادعاء لكان ظالمًا مدعيًا ما ليس له بحق.

آثــار الإيمان بهذه الأسماء

فالله تبارك وتعالى هو المالك لخزائن السماوات والأرض، يرزق من يشاء، وهو المالك للموت والحياة والنشور، والنفع والضر وإليه يرجع الأمر كله .. فهو المالك لجميع الممالك العلوية والسفلية، وجميع من فيهما مماليك لله فقراء مدبرون.
ولكن من الناس من يطغى ويظن أنه المالك الحقيقي، وينسى أنه مستخلف فقط فيما آتاه الله من مُلك ومال وجاه وعقار .. فيتكبَّر ويتجبَّر ويظلم الناس بغير حق؛ كمثل فرعون الذي نسى نفسه وضعفها وزعم لنفسه المُلك بل والألوهية {.. قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51].
وإهلاك الله سبحانه لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم متكبِّر من ملوك الأرض، تفرعن على الناس فيما آتاه الله من مُلك وظن أنه مُخلَّد، ونسى أن ملكه زائــل وأن إقامته في ملكه مؤقتة وأن الموت مدركه لا محالة .. قال تعالى منبهًا عباده إلى ذلك {.. وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [المائدة: 18].

فلابد من تقديم طاعة الملك الحق على من سواه، وتقديم حكمه على حكم غيره .. لأن طاعته سبحانه أوجب من طاعة غيره بل لا طاعة لأحد إلا في حدود طاعته سبحانه، أما في معصيته فلا سمع ولا طاعة.
3) عدم جــواز التسمية بملك الملوك .. قال رسول الله

وقال ابن القيم رحمه الله "ولما كان المُلك الحق لله وحده، ولا مَلِك على الحقيقة سواه، كان أخضع اسم وأوضعه عند الله وأغضبه له: اسم "شاهان شاه" أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين؛ فإن ذلك ليس لأحدِ غير الله، فتسميةُ غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل".
4) الله سبحانه مــالك يوم الدين وملكه .. فالمُلك في ذلك اليوم العظيم لله وحده، لا ينازعه فيه أحد من ملوك الأرض وجبابرتها، قال تعالى {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16].
وَيَقُولُ رَسُولَ اللَّهِ

ومن الرحمة للخلق أن الله سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة .. لأنه الذي يحاسب بالعدل، ولا يظلم ولا يجور .. {.. وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]
يقول تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

الدعــاء بهذه الأسماء

وورد الدعاء باسمه المالك .. في حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله

أما الدعــاء باسمه تعالى المليــك .. فقد ورد إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، ربِّ كل شيءٍ ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكِه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم" [رواه الترمذي وصححه الألباني].


(النهج الأسمى فى شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدى.
(أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة ) للدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق