Translate

السبت، 2 فبراير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " مطهرك"


مطهرك

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فالحمدُ لله الذي بتحميدِه يُصدّر كلُّ خطابٍ ، وبحمدِه يتنعّمُ أهلُ النعيم في دارِ الجزاءِ والثواب ، وباسمِه يُشفَى كُلُّ داء ، وبه يُكشفُ كلُّ غمٍّ وبلاء ، وإليه تُرفعُ الأيدي بالتضرّعِ والدعاء ، في الشدّةِ والرخاء ، والسرّاءِ والضرّاء ، وهو سامعٌ لجميعِ الأصوات ، بفنونِ الخطاب على اختلافِ اللغات ، ومجيبُ الدعاءِ للمضطرّ ، فلهُ الحمدُ على كلِّ ما أوْلى وأسدى ، وله الشكرُ على كلِّ ما أنعمَ وأعطَى .

أحبتي ..
أعظم ما ينبغي التركيز عليه في رمضان مبدأ" التخلية " أن نتخلى عن عيوبنا وآفاتنا ، نستلهم من فكرة " الصيام " مجاهدة الهوى ، والتخلص من اسر الشهوات ، نستلهم من " القيام " ترويض النفس على الوقوف لله تعالى قبل يوم يقوم الناس لرب العالمين ، ونكابدها مكابدة الحبيب " أفلا أكون عبدًا شكورًا " ، ونستلهم من الجود المحمدي " أجود من الريح المرسلة " التخلص من شح النفس " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
فعلينا أن نضع هذه المسألة نصب العين ، الناجح بامتياز هو الأكثر تخلصاً من آفاته ، لأن هذا هو الذي سيستمر ويثبت بعد رمضان ، لأنه فك قيوده ، وتحرر من سجونه ، فنزل " ميدان التحرير" ولكن لنفسه .
أحبتي ..

آية التدبر :
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا }
قالوا في التفسير : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى: إني قابضك من الأرض من غير أن ينالك سوء، ورافعك إليَّ ببدنك وروحك، ومخلصك من الذين كفروا بك . فقالوا : " مطهرك " خلصك .
وفي التدبر :
لاحظ لفظ " مطهرك " فالاختلاط بالجاهلية الحديثة ينجس القلب ، سماع شبهات المضللين يمرض القلب ، اعتياد النظام الجاهلي البعيد عن الإسلام يدنس القلب ؛ ولذلك نعود بعد رمضان لنفس الإشكاليات لأننا ما غيرنا ما بأنفسنا ، ولا أصلحنا بيوتنا ، ولا تخلصنا من عاداتنا الجاهلية ، ولاحظوا أن الرفع وفيه معنى الرفعة ، جاء مع التطهير ، وهي هي " ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك " فالرفعة مع التخلية ، فنحن على طريقة أصحاب نظريات إنقاص الوزن بحاجة لتطهير يجعلنا أخف حركة ، لنطير بقلوبنا لربنا .
الواجب العملي :
1- طهر قلبك بعمل فذ له قوة انفجار النهر مثل : الاستغفار الكثير " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا ً" من جاء بورد أبي هريرة (12 ألف استغفار ) فهل ينافس خالد بن معدان المحب الذي كان لا ينام إلا بتعداد أسماء الصحابة ويقول : هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي ، فكان يستغفر في اليوم 40 ألف ) من ينافس ؟ وإذا قلت : لا أستطيع ، فعليك بما تقدر لكن اجعلها لا تقل مثلاً عن ألف ، نحن في زمان " سابقوا" و " سارعوا " و " جاهدوا في الله حق جهاده " .
2- روض نفسك في قلة الكلام واستبدال هذا الوقت بقراءة ضعف وردك من القرآن الذي كان في اليومين السابقين .
3- روض نفسك بصدقة تحقق " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " هل تصدقت أو أخرجت زكاة مالك لفقراء بلدك الذين هم نصف الشعب تقريباً ؟ هل ساهمت بشيء لمجاعة مسلمي الصومال ؟ من ستنفق حليها لله ؟؟ أشك أنك ستفعلين لأن المال حبيب للنفس ، لكن والله لن تنالي معنى الالتزام إلا بشيء كهذا ، وأنت ماذا ستصنع يا رجل " وبما أنفقوا من أموالهم " ؟؟؟
وفي الليل محتاج لك يا رب "
وعليكم بهذه المناجاة :
اللهُمّ يا حبيبَ التائبينَ ، ويا سرورَ العابدين ، ويا قُرّةَ أعينِ العارفين ، ويا أنيسَ المنفردين ، ويا حِرزَ اللاجئين ، ويا ظَهر المنقطعِين ، ويا مَن حنّت إليهِ قلوبُ الصدّيقين ، اجعلنا مِن أوليائِكَ المقرّبينَ ، وحِزبِك المفلحين .
إلهي ! كلُّ فرحٍ بغيرِك زائل ، وكلُّ شُغلٍ بسواكَ باطل ، والسرورُ بك هو السرور ، والسرورُ بغيرِك هو الزورُ والغُرور .
إلهي ! لو أردتَّ إهانتَنا لم تهدِنا ، ولو أردتَّ فضيحتَنا لم تَسترنا ، فتمّمِ اللهمّ ما بهِ بدأتَنا ، ولا تسلُبنا ما بهِ أكرمتَنا .
إلهي ! أتحرِقُ بالنارِ وجهاً كان لكَ ساجداً ، ولساناً كانَ لكَ ذاكراً ، وقلباً كان بكَ عارِفاً ؟
إلهي أنتَ ملاذُنا إن ضاقَتِ الحيَل ، وملجؤُنا إذا انقطعَ الأمل ، بذِكرِك نَتنعّمُ ونفتخِر ، وإلى جودِك نلتجِئُ ونفتقِر ، فبكَ فخرُنا ، وإليك فقرُنا .
اللهُمّ دُلّنا بكَ عليك ، وارحم ذُلّنا بينَ يديك ، واجعَل رغبتَنا فيما لدَيك ، ولا تحرِمنا بذنوبِنا ، ولا تطرُدنا بعيوبِنا .
إلهي ! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟!
إلهي ! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟!
إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك .
إلهي ! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟!

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "فتش عن قلبك "


فتش في قلبك

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فاللهم لك الحمد على التوفيق للحمد ، ولك الشكر أن أجريت على لساننا كلمات الشكر لك ، والله لا نحصي ثناء عليك ، فيا أحق من ذكر ، وأحق من عبد ، وأرأف من ملك ، ويا أجود من سئل ، ويا أوسع من أعطى منَّ علينا يا مولانا بالقبول ، ولا تحرمنا قربك ولا لذة مناجاتك .

أحبتي ..
رأت فأرة جملاً فأعجبها ، فجرت خطامه فتبعها ، فلما وصلت إلى باب بيتها ، وقف فنادى بلسان الحال : إما أن تتخذي داراً تليق بمحبوبك ، أو محبوبا يليق بدارك .
يعلق إمامنا ابن القيم فيقول : " وهكذا أنت إما أن تقبل على الله بقلب يليق به ، وإما أن تتخذ معبوداً يليق بقلبك ، تعاهد قلبك فإن رأيت الهوى قد أمال أحد الحملين فاجعل في الجانب الآخر ذكر الجنة والنار ليعتدل الحمل ، فإن غلبك الهوى فاستعنت بصاحب القلب يعينك على الحمل ، فإن تأخرت الإجابة فابعث رائد الانكسار خلفها تجده عند المنكسرة قلوبهم مع الضعف أكثر فتضاعف ما أمكنك." [ بدائع الفوائد لابن القيم بتصرف ]
فعليك اليوم أن تفتش في قلبك ، وتنظر هل يليق أن تسهو في صلاتك كما صنعت الليلة الماضية ، وأن تخجل أن يكون كل هذا في قلبك بعيدا عن ربك ، والله جل جلاله متودد لك ، يقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟؟ هل من سائل ؟ والمنادي ينادي : يا باغي الخير أقبل .. يا باغي الشر أقصر .
الواجب العملي
الآن نفذ الوصية كما ذكر لك ابن القيم - رحمه الله - :
1-تذكر الآخرة، ذكر نفسك الجنة المفتحة الأبواب الآن، والنار المغلقة الأبواب ، وانظر لمصيرك ، وتعبد ربك على الخوف والرجاء .

حاول أن تذهب إلى قبر

2- استعن بالله تعالى بكثرة الدعاء والمناجاة .
3- أظهر ضعفك وافتقارك ، وأكثر الليلة من طول السجود ، وأنت تصلي ركعتين خالياً ذاكراً لله عسى أن تفيض عينك فتكتب فيمن يظلهم الله بظله .

قال تعالى : " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ " فهو القوي وأنت الضعيف ، وهو العزيز وأنت الذليل ، فتضاعف ما استطعت فإن اللطف مع الضعف أكثر .

آية التدبر

قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام، وفي هذا غاية الجرأة على الله، وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين ، فيحلف على أن ظاهره موافق لباطنه ، وهو كذوب .
وللمتدبرين : الناس على قسمين :
1- قسم زَيّنُوا ظواهرهم وخرَّبوا بواطنهم ، فهم يخادعون أنفسهم قبل أن يخدعوا الناس ، ومع ذلك يدعون موافقة ظواهرهم لبواطنهم ، وهم شديدو الخصومة لأهل الإيمان ، وهنا الحذر من ( الحقد أو الغل ) لأي مسلم " ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا "
والعلامة الثانية لهم : ذنوب الخلوات " وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ " 2- والقسم الثاني : قوم زَيَّنوا بواطنهم وخربوا ظواهرهم ، عمّروا قلوبهم بمحبة الله ، وبذلوا أنفسهم في مرضات الله ، قلوبهم في أعلى عليين ، وأجسامهم منكسرة متذللة ، فأولئك هم المقربون .
قال بعض سلفنا : كلما وضعت نفسك أرضاً أرضاً ، سما قلبك سماء سماء ، وكل ما نقص من حظ نفسك زاد في معناك.
الدعاء والمناجاة :
اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، إنّكَ كُنتَ غفّاراً ، وإنّك أنتَ الحيُّ القيّومُ ، الواحدُ الأحدُ ، الفردُ الصّمدُ ، وأشهد أنّك أنتَ الله لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الحنّانُ المنّانُ ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، وأسألُكَ بأسمائكَ الحُسنى كلّها ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ ، وأسألُك باسمِك الأعظمِ ، الأجلّ الأكرمِ ، المباركِ الأحبّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ ، وإذا سُئلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحمتَ به رحمتَ ، وإذا استُفرِجتَ به فرّجتَ ، وإذا استُنصِرتَ به نَصرتَ ، وإذا استُكفيتَ به كَفيتَ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي كلَّها ، دِقّها وجُلّها ، أوّلها وآخرَها ، ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "رب ارجعون"


رب ارجعون
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..

أما بعد ..

1- " رب ارجعون "
إلى سالف الوقت يوم كانت لقلوبنا نبضات بحب الله تعالى ، ولأعيننا عبرات من خشية الله .
2- "رب ارجعون " إلى الأيام الخالية حيث كانت أعمالنا بهمة عالية ، وكانت الآخرة نصب أعيننا ، قبل أن تدخل علينا الدنيا ، ويشتت همنا ، ونصرخ كانت لنا قلوب ففقدناها .
3- "رب ارجعون " إلى أيام رمضان ولياليه ، وليت العام كله رمضان ، وليتنا لا نخرج من اعتكاف العشر ، لدنيا نصيبها ، فرب ارجعني لأفضل أيام استقامتي ، وأحلى أيام توبتي ، قبل أن نغرق في أوحال المعاصي .
4- "رب ارجعون " إليك يا سيدي ، ارجعني لسبيلك يا ربي ، ارجعني لجنة الخلد حيث أخرج منها أبي آدم ، ارجعني للفردوس الأعلى ورفقة النبي محمد فهذه دارنا فارجعنا لها .
5- " رب ارجعون "
لعلي أعمل صالحًا .