Translate

الخميس، 24 يناير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة المجاهدة"


جنة المجاهدة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى بأن يديم علينا جنة الذاكرين ، وأن يجعلنا من أحب عباده له ، ومن أخلص عباده له ، ومن أصدق عباده له ، وأن يديم علينا طاعته ، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .
أحبتي في الله ...
قال الله تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "

فمفتاح الجنة مجاهدة النفس ، ومخالفة الهوى ،فدعونا ندخل اليوم من باب المجاهدة يومًا جديداً من أيام في الجنة
في السير (15/231) : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري : فلان يمشي على الماء ! قال : عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء .

فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء ، تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام ، تصبح كسلانًا فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها ، ولو أن تحلف على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا " ، تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات فتذكرها أنها في زمان فاضل لا يصح لها فيه مثل هذا ، فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي
وهذا - لا شك - أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية ، تعالوا نتأمل بعض الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة في الطاعات في هذه الايام المباركات .

المشهد الأول : للإمام أبي إسحاق السبيعي فارس من فرسان سلفنا المجاهدين .
في السير (5/397)
قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي : يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران، ثم قال الأخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فإذا استتم قائماً قرأ وهو قائم ألف آية.
من استثاره حال هذا الرجل العملاق ؟!!!
ما زلت تقول : هؤلاء السلف !! مازلت ضعيفًا تتلمس لنفسك المعاذير ، من لها ؟؟؟


المشهد الثاني : فارسه إمام أهل السنة ( الإمام أحمد بن حنبل )
يخبر ابنه عبد الله أنَّ أباه كان يصلي في كل يوم وليلة 300 ركعة ، فلما مرض بسبب جلده بالسوط في محنة ( خلق القرآن ) أثر ذلك على بدن الغمام فأضعفه ، فلما ضعف صار يصلي كل يوم وليلة (150 ركعة ) !!! [ السير (11/212) بالله ما شعرت عندما قرأتها ؟؟؟ لما ضعف صار يصلي (150 ركعة ) ونحن نجاهد في (12 ركعة ) يا حسرة على العباد
من يباري الإمام ؟ من يحب هذا الرجل الفذ ؟ من التهب حماسه ليسجد ويقترب ، ويدنو هرولة إلى ربه ، كنت أقول في نفسي : حديث القرب انتهى عند " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " فمن يأتيك ربي هرولة كيف صنيعك به ؟؟ ومن هذا المهرول المجاهد بحق .

المشهد الثالث : لصاحب كتاب الزهد ، وإمام من أئمة السلف ( هناد بن السري )
قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيراً ، ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل .

عبادته بالليل !! وهل بعد ذلك من شيء ، لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد في الجنة لا محالة !!! اللهم ارزقنا لذة العبادة والحرص على العبادة وديمومة العبادة ، وأن نكون من القانتين


من سيكون فارس الفرسان اليوم ، هلموا إلى المجاهدة ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق