Translate

الجمعة، 28 يونيو 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " إن يعلم الله فى قلوبكم خيراً"

 إن يعلم الله في قلوبكم خيراً
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد
فالحمْدُ للهِ الذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، منَّ عليْنا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكلَّ بلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحمدُ للهِ غيرَ مُودَّعٍ ، ولا مَكفُورٍ ، ولا مستغنىً عنه ربّنا .
الْحَمْدُ لله ذي القدرةِ الباهرة ، والآلاءِ الظاهرة ، والنعمِ المتظاهرة ، حمداً يُؤذِنُ بمزيدِ نعمِه ، ويكونُ حصناً مانعاً مِن نقمِه .
أحبتي ..
تحسسوا قلوبكم   ؟! السابق فينا السابق بقلبه لا بجوارحه ، والساعي لله تعالى يسعى بحبه وذله وإنكساره بين يدي ربه ، نريد ثورة قلبية حقيقية ، فلابد من تخلية القلوب ، ولابد من تعاهدها بكثرة الذكر ، وتدبر القرآن ، وبالصدقة الماحية لران القلب ، وبتخليصها من شواغل الدنيا ، وبجانب ذلك لابد من مخالفة الهوى لمجاهدة النفس .
قال ابن رجب :

يا شبان التوبة لاترجعوا إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام ، فالرضاع إنما يصلح للأطفال لا للرجال ، و لكن لا بد من الصبر على مرارة الفطام ، فإن صبرتم تعوضتم عن لذة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب ، من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه : { إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم و يغفر لكم }
أحبتي ..
آية التدبر  
" وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور "
قالوا في التفسير :
{ليبتلي الله ما في صدوركم} أي : يختبر ما فيها من الخير أو الشر ، {وليمحص ما في قلوبكم} أي : يكشف ما فيها من النفاق أو الإخلاص ، فقد ظهر خبث سريرتكم ومرض قلوبكم بالنفاق الذي تمكن فيه ،(والله عليم بذات الصدور) أي : بخفاياها قبل إظهارها. وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء ، وإنما فعل ذلك ليُميِّز المؤمنين ويُظهَر حال المنافقين.

وللمتدبرين أسرار :
فالتمحيص تخليص الشيء ممَّا يخالطه ممَّا فيه عيب له فهو كالتزكية ، وقلوبنا تحتاج إلى تمحيصات ، وتحتاج إلى عمليات إزالة شوائب ، وشفط لدهون الأوزار المتراكمة على القلب ، والتي توشك أن تصيبة بجلطات فيها هلاكه ، فلابد من ( تمحيص) الآن أجري العملية بالعمل المستمر للإزالة بغير التدخل الطبي ، الآن بالوقاية ، وهذا بتحقيق قوله صلى الله عليه وسلم :" فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه " أريد أن تتوقفوا عند " نزع " مع " وليمحص " هذه هي الطريقة " انزع " الغفلة بالذكر ، محص الكبر بالتواضع ، انزع كثرة الكلام اللغو بشغل اللسان بالمناجاة والتضرع ، وإلا فالتدخل الطبي غير مأمون العواقب ، والمقصود الابتلاءات الشديدة فحذار " والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليماً حليماً " فهو حليم لا يعاجل بالعقوبة ، ولكن احذر " إن بطش ربك لشديد"

 
ونجاتك في مناجاتك : إلهي ! لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود .
ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان .
إلهي ! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة .
أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك .
إلهي ! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه .
يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل .
إلهي ! مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك .
واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك .! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك .!

السبت، 2 فبراير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " مطهرك"


مطهرك

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فالحمدُ لله الذي بتحميدِه يُصدّر كلُّ خطابٍ ، وبحمدِه يتنعّمُ أهلُ النعيم في دارِ الجزاءِ والثواب ، وباسمِه يُشفَى كُلُّ داء ، وبه يُكشفُ كلُّ غمٍّ وبلاء ، وإليه تُرفعُ الأيدي بالتضرّعِ والدعاء ، في الشدّةِ والرخاء ، والسرّاءِ والضرّاء ، وهو سامعٌ لجميعِ الأصوات ، بفنونِ الخطاب على اختلافِ اللغات ، ومجيبُ الدعاءِ للمضطرّ ، فلهُ الحمدُ على كلِّ ما أوْلى وأسدى ، وله الشكرُ على كلِّ ما أنعمَ وأعطَى .

أحبتي ..
أعظم ما ينبغي التركيز عليه في رمضان مبدأ" التخلية " أن نتخلى عن عيوبنا وآفاتنا ، نستلهم من فكرة " الصيام " مجاهدة الهوى ، والتخلص من اسر الشهوات ، نستلهم من " القيام " ترويض النفس على الوقوف لله تعالى قبل يوم يقوم الناس لرب العالمين ، ونكابدها مكابدة الحبيب " أفلا أكون عبدًا شكورًا " ، ونستلهم من الجود المحمدي " أجود من الريح المرسلة " التخلص من شح النفس " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .
فعلينا أن نضع هذه المسألة نصب العين ، الناجح بامتياز هو الأكثر تخلصاً من آفاته ، لأن هذا هو الذي سيستمر ويثبت بعد رمضان ، لأنه فك قيوده ، وتحرر من سجونه ، فنزل " ميدان التحرير" ولكن لنفسه .
أحبتي ..

آية التدبر :
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا }
قالوا في التفسير : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى: إني قابضك من الأرض من غير أن ينالك سوء، ورافعك إليَّ ببدنك وروحك، ومخلصك من الذين كفروا بك . فقالوا : " مطهرك " خلصك .
وفي التدبر :
لاحظ لفظ " مطهرك " فالاختلاط بالجاهلية الحديثة ينجس القلب ، سماع شبهات المضللين يمرض القلب ، اعتياد النظام الجاهلي البعيد عن الإسلام يدنس القلب ؛ ولذلك نعود بعد رمضان لنفس الإشكاليات لأننا ما غيرنا ما بأنفسنا ، ولا أصلحنا بيوتنا ، ولا تخلصنا من عاداتنا الجاهلية ، ولاحظوا أن الرفع وفيه معنى الرفعة ، جاء مع التطهير ، وهي هي " ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك " فالرفعة مع التخلية ، فنحن على طريقة أصحاب نظريات إنقاص الوزن بحاجة لتطهير يجعلنا أخف حركة ، لنطير بقلوبنا لربنا .
الواجب العملي :
1- طهر قلبك بعمل فذ له قوة انفجار النهر مثل : الاستغفار الكثير " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا ً" من جاء بورد أبي هريرة (12 ألف استغفار ) فهل ينافس خالد بن معدان المحب الذي كان لا ينام إلا بتعداد أسماء الصحابة ويقول : هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي ، فكان يستغفر في اليوم 40 ألف ) من ينافس ؟ وإذا قلت : لا أستطيع ، فعليك بما تقدر لكن اجعلها لا تقل مثلاً عن ألف ، نحن في زمان " سابقوا" و " سارعوا " و " جاهدوا في الله حق جهاده " .
2- روض نفسك في قلة الكلام واستبدال هذا الوقت بقراءة ضعف وردك من القرآن الذي كان في اليومين السابقين .
3- روض نفسك بصدقة تحقق " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " هل تصدقت أو أخرجت زكاة مالك لفقراء بلدك الذين هم نصف الشعب تقريباً ؟ هل ساهمت بشيء لمجاعة مسلمي الصومال ؟ من ستنفق حليها لله ؟؟ أشك أنك ستفعلين لأن المال حبيب للنفس ، لكن والله لن تنالي معنى الالتزام إلا بشيء كهذا ، وأنت ماذا ستصنع يا رجل " وبما أنفقوا من أموالهم " ؟؟؟
وفي الليل محتاج لك يا رب "
وعليكم بهذه المناجاة :
اللهُمّ يا حبيبَ التائبينَ ، ويا سرورَ العابدين ، ويا قُرّةَ أعينِ العارفين ، ويا أنيسَ المنفردين ، ويا حِرزَ اللاجئين ، ويا ظَهر المنقطعِين ، ويا مَن حنّت إليهِ قلوبُ الصدّيقين ، اجعلنا مِن أوليائِكَ المقرّبينَ ، وحِزبِك المفلحين .
إلهي ! كلُّ فرحٍ بغيرِك زائل ، وكلُّ شُغلٍ بسواكَ باطل ، والسرورُ بك هو السرور ، والسرورُ بغيرِك هو الزورُ والغُرور .
إلهي ! لو أردتَّ إهانتَنا لم تهدِنا ، ولو أردتَّ فضيحتَنا لم تَسترنا ، فتمّمِ اللهمّ ما بهِ بدأتَنا ، ولا تسلُبنا ما بهِ أكرمتَنا .
إلهي ! أتحرِقُ بالنارِ وجهاً كان لكَ ساجداً ، ولساناً كانَ لكَ ذاكراً ، وقلباً كان بكَ عارِفاً ؟
إلهي أنتَ ملاذُنا إن ضاقَتِ الحيَل ، وملجؤُنا إذا انقطعَ الأمل ، بذِكرِك نَتنعّمُ ونفتخِر ، وإلى جودِك نلتجِئُ ونفتقِر ، فبكَ فخرُنا ، وإليك فقرُنا .
اللهُمّ دُلّنا بكَ عليك ، وارحم ذُلّنا بينَ يديك ، واجعَل رغبتَنا فيما لدَيك ، ولا تحرِمنا بذنوبِنا ، ولا تطرُدنا بعيوبِنا .
إلهي ! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟!
إلهي ! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟!
إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك .
إلهي ! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟!

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "فتش عن قلبك "


فتش في قلبك

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
فاللهم لك الحمد على التوفيق للحمد ، ولك الشكر أن أجريت على لساننا كلمات الشكر لك ، والله لا نحصي ثناء عليك ، فيا أحق من ذكر ، وأحق من عبد ، وأرأف من ملك ، ويا أجود من سئل ، ويا أوسع من أعطى منَّ علينا يا مولانا بالقبول ، ولا تحرمنا قربك ولا لذة مناجاتك .

أحبتي ..
رأت فأرة جملاً فأعجبها ، فجرت خطامه فتبعها ، فلما وصلت إلى باب بيتها ، وقف فنادى بلسان الحال : إما أن تتخذي داراً تليق بمحبوبك ، أو محبوبا يليق بدارك .
يعلق إمامنا ابن القيم فيقول : " وهكذا أنت إما أن تقبل على الله بقلب يليق به ، وإما أن تتخذ معبوداً يليق بقلبك ، تعاهد قلبك فإن رأيت الهوى قد أمال أحد الحملين فاجعل في الجانب الآخر ذكر الجنة والنار ليعتدل الحمل ، فإن غلبك الهوى فاستعنت بصاحب القلب يعينك على الحمل ، فإن تأخرت الإجابة فابعث رائد الانكسار خلفها تجده عند المنكسرة قلوبهم مع الضعف أكثر فتضاعف ما أمكنك." [ بدائع الفوائد لابن القيم بتصرف ]
فعليك اليوم أن تفتش في قلبك ، وتنظر هل يليق أن تسهو في صلاتك كما صنعت الليلة الماضية ، وأن تخجل أن يكون كل هذا في قلبك بعيدا عن ربك ، والله جل جلاله متودد لك ، يقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟؟ هل من سائل ؟ والمنادي ينادي : يا باغي الخير أقبل .. يا باغي الشر أقصر .
الواجب العملي
الآن نفذ الوصية كما ذكر لك ابن القيم - رحمه الله - :
1-تذكر الآخرة، ذكر نفسك الجنة المفتحة الأبواب الآن، والنار المغلقة الأبواب ، وانظر لمصيرك ، وتعبد ربك على الخوف والرجاء .

حاول أن تذهب إلى قبر

2- استعن بالله تعالى بكثرة الدعاء والمناجاة .
3- أظهر ضعفك وافتقارك ، وأكثر الليلة من طول السجود ، وأنت تصلي ركعتين خالياً ذاكراً لله عسى أن تفيض عينك فتكتب فيمن يظلهم الله بظله .

قال تعالى : " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ " فهو القوي وأنت الضعيف ، وهو العزيز وأنت الذليل ، فتضاعف ما استطعت فإن اللطف مع الضعف أكثر .

آية التدبر

قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام، وفي هذا غاية الجرأة على الله، وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين ، فيحلف على أن ظاهره موافق لباطنه ، وهو كذوب .
وللمتدبرين : الناس على قسمين :
1- قسم زَيّنُوا ظواهرهم وخرَّبوا بواطنهم ، فهم يخادعون أنفسهم قبل أن يخدعوا الناس ، ومع ذلك يدعون موافقة ظواهرهم لبواطنهم ، وهم شديدو الخصومة لأهل الإيمان ، وهنا الحذر من ( الحقد أو الغل ) لأي مسلم " ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا "
والعلامة الثانية لهم : ذنوب الخلوات " وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ " 2- والقسم الثاني : قوم زَيَّنوا بواطنهم وخربوا ظواهرهم ، عمّروا قلوبهم بمحبة الله ، وبذلوا أنفسهم في مرضات الله ، قلوبهم في أعلى عليين ، وأجسامهم منكسرة متذللة ، فأولئك هم المقربون .
قال بعض سلفنا : كلما وضعت نفسك أرضاً أرضاً ، سما قلبك سماء سماء ، وكل ما نقص من حظ نفسك زاد في معناك.
الدعاء والمناجاة :
اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، إنّكَ كُنتَ غفّاراً ، وإنّك أنتَ الحيُّ القيّومُ ، الواحدُ الأحدُ ، الفردُ الصّمدُ ، وأشهد أنّك أنتَ الله لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الحنّانُ المنّانُ ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، وأسألُكَ بأسمائكَ الحُسنى كلّها ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ ، وأسألُك باسمِك الأعظمِ ، الأجلّ الأكرمِ ، المباركِ الأحبّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ ، وإذا سُئلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحمتَ به رحمتَ ، وإذا استُفرِجتَ به فرّجتَ ، وإذا استُنصِرتَ به نَصرتَ ، وإذا استُكفيتَ به كَفيتَ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي كلَّها ، دِقّها وجُلّها ، أوّلها وآخرَها ، ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "رب ارجعون"


رب ارجعون
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..

أما بعد ..

1- " رب ارجعون "
إلى سالف الوقت يوم كانت لقلوبنا نبضات بحب الله تعالى ، ولأعيننا عبرات من خشية الله .
2- "رب ارجعون " إلى الأيام الخالية حيث كانت أعمالنا بهمة عالية ، وكانت الآخرة نصب أعيننا ، قبل أن تدخل علينا الدنيا ، ويشتت همنا ، ونصرخ كانت لنا قلوب ففقدناها .
3- "رب ارجعون " إلى أيام رمضان ولياليه ، وليت العام كله رمضان ، وليتنا لا نخرج من اعتكاف العشر ، لدنيا نصيبها ، فرب ارجعني لأفضل أيام استقامتي ، وأحلى أيام توبتي ، قبل أن نغرق في أوحال المعاصي .
4- "رب ارجعون " إليك يا سيدي ، ارجعني لسبيلك يا ربي ، ارجعني لجنة الخلد حيث أخرج منها أبي آدم ، ارجعني للفردوس الأعلى ورفقة النبي محمد فهذه دارنا فارجعنا لها .
5- " رب ارجعون "
لعلي أعمل صالحًا .

الخميس، 31 يناير 2013

كلمة حب



الحمد لله وكفى .. وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى
إخواننا الأفاضل وأخواتنا الفضليات .. سنحكي لكم اليوم قصة شاب .. تدور أحداثها في مجتمعاتنا كل يوم ..
وهي قصة هذا الشاب الطائع الذي رزقه الله حُب الطاعة والدعوة إلى الله .. كان هذا الشاب في المرحلة الجامعية وكان يدعو كل أصحابه .. وكلهم يحبونه لما وجدوه فيه من حُسن الخٌلق وطيب السلوك .. وفي ذات يوم نزل من بيته متوجهاً إلى الجامعة ...
ولاحظ أن كل ما حوله ازداد لونه إحمراراً
المحلات أصبحت ممتلئة بالبضاعة الحمراء ...
والناس ترتدي أحمر من أعلى رأسها وحتى حذائها ..
واللافتات الحمراء على محلات الهدايا والألعاب ..

قال في نفسه : ماهذا الذي يحدث ؟
هل أصيبت عيني بسوء؟
أم أنه هناك قانون جديد يٌلزم الناس باللون الأحمر كما ظهر قانون حزام الأمان وأنا لا أعلم ؟
ثم قال في نفسه : سأسأل صديقي إبراهيم إن شاء الله فهو يتابع الأخبار وبإذن الله سيقول لي ما الأمر ..

دخل جامعته وجدها أكثر إحمراراً من الطرق والمحلات .. ووجد صديقه إبراهيم وقد ارتدى أيضاً اللون الأحمر
وبعد تحية الإسلام قال له ما الأمر يا إبراهيم ما سر هذا اللون الأحمر اليوم ؟
قال له : ألا تعلم ؟؟؟ اليوم عيد الحب

سقطت الكلمة على مسامع الشاب كأنها صاعقة ...
وقال فى نفسه: ما هذا ؟؟هل كل هؤلاء الناس يحتفلون بهذا العيد الوثني المبتدع ويشاركون الكفار أعيادهم ؟؟.. لا حول ولا قوةإلا بالله ...
وهنا قرر في نفسه شيئاً

وعاد فوراً إلى منزله وقد قرر أن يجد ما يساعده في تعريف الناس بحقيقة هذا العيد..
فتح جهاز الكمبيوتر وبدأ البحث ..
وجد المطوية التالية التي قرر أن يقوم بتحميلها ثم بطباعتها ونشرها:






لتحميل المحتوى بصيغة ملف وورد اضغط هنـــــا
أو اضغط هنـــــا

لتحميل المحتوى بصيغة ملف بي دي إف اضغط هنـــــا
أو اضغط هنـــــا

وقرر أن يجمع بعض المواد عن هذا الأمر في إسطوانات دعوية وبحث على النت فوجد الآتي :

وجد هذا المقطع المتميز:



ووجد هذا المقطع أيضاً :



ووجد هذه الفلاشات الرائعة :
مشغولة بعيد الحب
غاليتي فتاة الإسلام
عيد الحب ... خطر
ما هو عيد الحب ؟
قصة حب

ثم وجد هذه الدروس الممتازة :







ووجد هذا المقال الذي وجد فيه من المعلومات عن العيد الكثير والكثير
عيد الحب قصته ، شعائره ، ُحكمه


وأخيراً وجد هذه الفتاوى التي تحمل الحكم النهائي من أهل العلم ...
فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب

فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بعيد الحب



هذا ما فعله هذا الشاب الصالح ... فماذا أنت فاعل؟!!


المزيد من المواد وبعدة لغات ... اضغط هنـــــا


المصدر :
موقع عائد لله


الاثنين، 28 يناير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "عودة قلب"

عودة قلب

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد ..
" رب ارجعون " إلى لحظات القرب منك ، إلى الحياة بعد أن ضلت قلوبنا وابتعدت كثيراً عنك .
إنَّ حالنا كحال بهلول بن ذؤيب الذي يذكر أنه ظل يبكي ويقول : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً إن أخذت ببعضها خلدني في جهنم ولا أرى إلا أنه سيأخذني .
ومضى حتى أتى بعض جبال المدينة فتغيب ولبس مسحاً وغل يده إلى عنقه بالحديد ونادى : إلهي وسيدي ومولاي هذا بهلول بن ذؤيب مغلولاً مسلسلاً معترفاً بذنوبه "
نعم هذا عبدك ( فلان ) أتاك وهو مغلول بذنبه ، ومعترفًاً بجرمه ، ويسألك بكل اسم هو لك ، ويطلب منك وأنت الجواد الأكرم أن ترده إليك ردًا جميلاً ، وأن تجعل قلبه ينبض بحبك ، فاللهم لا تجعل في قلبي إلا حبك ولا تجعل فيه تعلقًا بسواك ، واجعله في هداك وابتغاء رضاك .
أحبتي ...
كان ذو النون المصري يقول : ثلاثة من أعلام موت القلب : الأنس مع الخلق ، والوحشة في الخلوة مع الله ، وافتقاد حلاوة الذكر للقسوة .
وهذه هي بداية " عودة القلب " أن نسعى في حياة قلوبنا بثلاث :
1- تعلم كيفية الأنس بالله .
2- الخلوة للمناجاة والتضرع .
3- كثرة الذكر لتليين القلب .
وتعالوا نتدارس المعنى الأول : " كيفية الأنس بالله تعالى "
يقول الإمام ابن القيم : " إذ استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله .
والأنس بالله ثمرة للطاعة ، ونتيجة للمحبة ، فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه وصدق في محبته ، وجد للأنس طعماً وللقرب لذة ، وللمناجاة سعادة .
أما من كان قلبه فارغاً من حب الله والأنس بالله ، فإنه سيشعر بالوحدة والغربة والعزلة حتى ولو كان حولك الناس جميعاً ، وهنا سيغلق القلب أبوابه وستفتح النفس أبوابها التـي تقوده إلى سبيل الشهوات والنزوات والهوى، فتضل السبيل وتسلك طريق الضياع، والحيرة ، والتخبط، والهلاك الذي يودي بك حتماً إلى الشقاء.
يقول ابن القيم : " في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفي القلب خوف وقلق لا يذهب إلا بالفرار إلى الله ، وفي القلب حسرة لا يطفئها إلا الرضا بالله " .
وقال بعض السلف : إيَّاك أن تطمع في الأنس بالله وأنت تحب الأنس بالناس.
وسئل بعضهم : متى يذوق العبد الأنس بالله ؟ فقال : إذا صفا الود وخلصت المعاملة . فقيل : فمتى يصفو الود ؟ . قال : إذا اجتمع الهم فصار في الطاعة . قلت : فمتى تخلص المعاملة ؟ . قال : إذا كان الهم هماً واحداً .
وذكر ابن حجر الهيثمي : أنَّ جَمِيعَ تِلْكَ الْكَبَائِرِ يَرْجِعُ فِعْلُهَا إلَى سُوءِ الْخُلُقِ ، وَتَرْكُهَا إلَى حُسْنِ الْخُلُقِ ، وَحُسْنُهُ يَرْجِعُ إلَى اعْتِدَالِ قُوَّةِ الْعَقْلِ بِكَمَالِ الْحِكْمَةِ ، وَإِلَى اعْتِدَالِ الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ وَالشَّهَوِيَّةِ ، وَإِطَاعَةِ كُلٍّ مِنْهَا لِلْعَقْلِ مَعَ الشَّرْعِ ، ثُمَّ هَذَا الِاعْتِدَالُ إمَّا أَنْ يَكُونَ بِجُودٍ إلَهِيٍّ وَكَمَالٍ فِطْرِيٍّ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ بِاكْتِسَابِ أَسْبَابِهِ مِنْ الْمُجَاهَدَةِ وَالرِّيَاضَةِ بِأَنْ يَحْمِلَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ يُوجِبُ حُسْنَ خُلُقِهَا وَيُضَادُّ سُوءَ طَوِيَّتِهَا إذْ هِيَ لَا تَأْلَفُ رَبَّهَا وَلَا تَأْنَسُ بِذِكْرِهِ إلَّا إذَا فُطِمَتْ عَنْ عَادَتِهَا وَحُفِظَتْ عَنْ شَهَوَاتِهَا بِالْخَلْوَةِ وَالْعُزْلَةِ أَوَّلًا لِيُحْفَظَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ عَنْ الْمَأْلُوفَاتِ ، ثُمَّ بِإِدْمَانِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ فِي تِلْكَ الْخَلْوَةِ إلَى أَنْ يَغْلِبَ عَلَيْهِ الْأُنْسُ بِاَللَّهِ وَبِذِكْرِهِ ، فَحِينَئِذٍ يَتَنَعَّمُ بِهِ فِي نِهَايَتِهِ ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ فِي بِدَايَتِهِ ، وَرُبَّمَا ظَنَّ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ أَدْنَى مُجَاهَدَةٍ بِتَرْكِ فَوَاحِشِ الْمَعَاصِي أَنَّهُ قَدْ هَذَّبَهَا وَحَسَّنَ خُلُقَهَا ، وَأَنَّى لَهُ بِذَلِكَ وَلَمْ تُوجَدْ فِيهِ صِفَاتُ الْكَامِلِينَ وَلَا أَخْلَاقُ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَانًا } إلَى أَنْ قَالَ : { أُولَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا }
معنى ذلك :
1- أول الطريق مجاهدة النفس وترويضها عن فعل المعاصي ، فليس المطلوب فقط ترك المعصية ، بل التحلي بصفات أهل الإيمان .
2- الابتعاد عن كل أسباب المعاصي بالخلوة وكثرة التواجد في المساجد والبعد عن أماكن الغفلة .
3- إدمان الذكر والدعاء .
4- الوصول للأنس بالله تعالى ( وتكوين الحال مع الله تعالى ) .
وهاهنا يبدأ القلب ينبض وتعود له الحياة .
استغفار المذنبين مثلي :
اللهم لك الحمدُ بما أنت أهله ، فصل على محمد بما أنت أهله ، وافعل بنا ما أنت أهله ، فإنك أنت أهل التقوى .
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، فأستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله .
أستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله .
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .
أستغفر الله العظيم من الإفراط والتفريط ، ومن التخبيط والتخليط ، ومن مقارفة الذنوب ومن التدنس بالعيوب ، ومن عدم القيام بحق الله وخلق الله ، ومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله ، ومن الظلمات والتبعات ، ومن الخطى إلى الخطيئات ، ومن حبِ الجاهِ والمال ، ومن شهوةِ القيلِ والقال ، ومن رؤية النفس بعين التعظيم ، ومن اتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارف الدنيا ، ومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً .
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه : من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك ، ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .
  ومن كل ذنب تبت إليك منه ونقضت فيه العهد فيما بيني وبينك جراءة مني عليك لمعرفتي بعفوك .
ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم .
ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات .
ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب .
ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّيني من خير ما عندك

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة الثقة بالله"

جنة الثقة بالله

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
والذي نفسي بيده إني أحبكم في الله ، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا الحب موجبًا لمحبته لنا ، وشافعًا يوم نلقاه ، اللهم برحمتك عمَّنا ، وقنا شر ما أهمنا ، واجمعنا على طاعتك ورضاك يا أكرم من سئل وأجود من أعطى .
أحبتي ..
 
أنا على ثقة بالله أنه لن يضيعنا ، لا لأننا نستحق ولكن لأنه " أهل التقوى وأهل المغفرة "
أنا على يقين بأنَّ الأمور ستتغير ، وأننا لابد راجعون - لو أخلصنا وصدقنا في طلب القرب -
هذا رأس مال المؤمن ( ثقته بربه وسوء ظنه بنفسه )
قيل لسلمة بن دينار : يا أبا حازم ما مالك ؟ قال : ثقتي بالله تعالى ، وإياسي مما في أيدي الناس . [ الحلية : (3/232) ]
الله وعدنا أن ينصرنا إذا نصرناه ، وأن يحيينا الحياة الطيبة إذا آمنا به وعملنا صالحًا ، وهو لا يخلف الميعاد ، فظني بك يا رب أن تقيل عثرتنا ، وتقبل توبتنا .
لكن كيف نذوق لذات جنات الثقة به ؟
أولاً: أن نتعرف عليه ، ونبني صلتنا به على اليقين ، فنكون بما في يديه أوثق مما بأيدينا .
قال شقيق بن إبراهيم : من أراد أن يعرف معرفته بالله ، فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس ، بأيهما قلبه أوثق . [ الحلية (8/64) ]
فاصنعوا صنيع الزبير في سائر الأمر تربحوا :
في الحلية (1/90-91) عن عبدالله بن الزبير قال لما كان يوم الجمل جعل الزبير يوصي بدينه ويقول :
يا بني إن عجزت عن شيء فاستعن عليه بمولاي . قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت من مولاك ؟ قال : الله . قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه فقتل الزبير ولم يدع ديناراً ولا درهما إلا أرضين منها بالغابة ودوراً وإنما كان دينه الذي عليه أنَّ الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير : لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة فحسبت ما عليه فوجدته ألفي ألف فقضيته .
وكان ينادي عبدالله بن الزبير بالموسم أربع سنين من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فلما مضى أربع سنين قسمت بين الورثة الباقي وكان له أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف .
فانظروا كيف تعامل مع الله ؟ يكون عليه دين (2 مليون ) وبعد أربع سنين ترث كل امرأة من نسائه ( مليون و200 ألف ) هذا نصيب الواثق بالله .
فماذا أنتم صانعون ؟
من منكم اليوم يتصدق بصدقة عظيمة ثقة بأن الله سيخلفه ؟
هل من الممكن أن نسمع اليوم عن أخت تصدقت بحليها لله رب العالمين لنشر الدعوة في الآفاق ثقة بأنَّ الله قال في الحديث القدسي : " أنفق أنفق عليك "
هل سنرى من تلتزم بلباس أمهات المؤمنين رغم كيد الكائدين ثقة بأن الله أمرها بهذا فلن يضيعها ؟
هل من الممكن أن نرى من يزيد في ورد القيام ولا يخاف التعب توكلاً وثقة بالله أن الله لن يصيعه وسيرزقه الراحة بيسير النوم ؟
هل ستتغير الأحوال من الآن ؟
علامة ذلك أربعة أمور :
قال أبو سليمان الداراني : من وثق بالله في رزقه : زاد في حسن خلقه ، وأعقبه الحلم ، وسخت نفسه في نفقته ، وقلت وساوسه في صلاته . 
من يدخل جنة الثقة ؟؟ من يباري في حسن الخلق ؟ من يتعلم ( الحلم وكظم الغيظ ) من ستجود نفسه قبيل العيد للفقراء والمساكين ؟ من سيرزق الخشوع ؟؟
وتحقيقاً لهذا فسنة اليوم : التفل على اليسار ثلاثاً عند الوسوسة في الصلاة :

عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِى الْعَاصِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِى وَبَيْنَ صَلاَتِى وَقِرَاءَتِى يَلْبِسُهَا عَلَىَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا ». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّى.

ونوصي بهذا الدعاء استشفاءً:
اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك ، اللهم لين قلبي بالتوبة ، ولا تجعل قلبي قاسيًا كالحجر .

السبت، 26 يناير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة المعرفة"

جنة المعرفة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة ، ولا يجعل فيها لأحد غيره شيئًا ، يا ربنا بلغنا مما يرضيك آمالنا ، يا رب اختم هذه العشر بخير ، واجعل خير أعمالنا خواتيمها ..
أحبتي ..
يقدم علينا خير أيام السنة " يوم عرفة " .. يوم العتق الأكبر ، يوم المغفرة المضاعفة " يكفر سنتين " ، يوم عيد لأهل الإيمان ، فنسأل الله تعالى أن يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته .
وأريد أن نحيي هذا اليوم هذا العام بطريقة مختلفة ، أريد أن نستشعر معاني الإيمان فيه ، وأن نتعبد الرحمن بقلوبنا قبل جوارحنا ، وقد وضعت لكم خطة إيمانية للتعرف على الرحمن يوم عرفة بتجديد النوايا في الأعمال ، وهذا من خلال تدبر السورتين اللتين ذكرا فيهما يوم عرفة ، وهما سورة البروج وسورة الفجر ، في قوله تعالى : " وشاهد ومشهود " فالمشهود هو يوم عرفة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله " والشفع والوتر " فالوتر يوم عرفة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
فهذه جنة المعرفة بالله تعالى نجعلها لمن يريد ثواب " يوم عرفة " فأعينوني بقوة ، واستعينوا بالله ولا تعجزوا .
لو تأملنا السورتين نجد أنهما بدأتا بذكر " النور " : " والسماء ذات البروج " " والفجر " وكأن في هذا إشارة للإشراق الذي سيحدث لكل من يفهم هذه المعاني ويطبقها في حياته .
ثم في السورتين جاء ذكر فضل الأيام الجليلة والتنبيه إلى ارتباط تعظيمها بهذا النور ، " وليال عشر والشفع والوتر " " واليوم الموعود وشاهد - وهو يوم الجمعة - ومشهود "
ثم ذكر فيهما شأن الصراع بين الحق والباطل " قتل أصحاب الأخدود " وهناك " ألم تر كيف فعل ربك بعاد ....إلى أن قال " إن ربك لبلمرصاد " وهنا الدرس الأول :
(1) اليقين الباعث على التضحية والبذل كما صنع أصحاب الأخدود وكما صنع المؤمنون في صراعهم مع أهل الكفر في كل زمان .
وأنت عليك أن تبرهن على إيمانك بعمل تبذل فيه طاقتك ، تصدق بصدقة كبيرة لم تصنعها من قبل ، " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ، الآن أنت متخوف من عواقب أن تستن بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنت متخوفة من أن يقول عنك الناس لو صرت كحال أمهات المؤمنين في لباسهن ، والله لو عندنا يقين وثبات لبذلنا كل ما نستطيع حتى يرضى ، هذه أعظم القربات فمن يثلج الصدر بقرارات شجاعة وأعمال فذة تكون أعظم قربة في يوم عرفة ؟؟؟؟
(2) الذل والانكسار بين يدي العزيز القهار ، استفدنا ذلك من قوله " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز " فأنت في عرفة المعرفة إذا عرفت ربك بصفة العزة ، عرفت نفسك بصفة " الذل " فحينها تخضع وتنقاد لأمر ربك ، لا تعرف الاعتراضات ولا الحجج الواهية ، بل تتقبل بمنتهى التواضع كل ما يأتيك عن الله من أوامر أو نواهي ، فانظر في شيء أنت تعرف أنك لا تستطيع فعله وجاهد نفسك في أن تلزمها به ، و " اسجد واقترب " وتذلل وانكسر في كل نافلة ستصليها يوم عرفة ، وأنت تناجي ربك بأن يسجد معك قلبك ، عسى أن يلين وينكسر .
(3) دوام الشكر ، واللهج بالحمد ، ليكون لك المزيد ، وقد استفدنا هذا من معرفة ربنا باسمه " الحميد " في قوله " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ، فتذكر نعمه عليك ، وأنت لا تستحق أن تشهد عرفات ، لكن كريم أكرم جواد ، فالحمد لله حمدًا كثيرا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله .
(4) المراقبة ، فلا تسمح لقلبك بالغفلة ولا تسمح لنفسك بالسرحان ، ركز ، واعلم أنَّ ربك " على كل شيء شهيد " فاعبد الله وأنت تشهد أنك تراه ، أو على الأقل هو يراك ، فاتق الله في خطراتك ، وكلما راودتك نفسك في يوم عرفة للشرود ، غيِّر من أحوالك ، إن كنت ذاكرًا فقم للصلاة ، إن كنت مصليًا فزد في قراءة القرآن ، وهكذا " لا للشرود "
(5) حسن الظن بالله ، وقد كنا في جنتها بالأمس ، وأظنها لن تمحى من الذاكرة ، وقد استفدناها من قوله تعالى " ثم لم يتوبوا " فرغم أن هؤلاء الجبابرة العتاة فتنوا أهل الإيمان إلا أن الله تعالى يرجو لهم التوبة ، فيا رب هذا فعلك بمن فتنوا عبادك ، فكيف فعلك بمن يرجو لقاءك ؟؟؟ فكونوا على حسن الرجاء ، فإن شاء الله سيغفر لنا ، وسنعتق يوم العتق الأكبر بفضله وجوده وكرمه وما ذلك على ربي بعزيز .
(6) الإيمان والعمل الصالح ، ومن أعظم تلك الأعمال أن تصنع شيئًا متعديًا النفع للناس ، استفدنا هذا من قوله تعالى :" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات " يا رب تكون لنا جنات في الدنيا كما كنَّا في " أيام في الجنة " وجنات في الآخرة ، وهذه الأعمال الصالحات تراها في سورة الفجر " كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين " كفالة اليتيم ، المسح على راسه ، إطعام الطعام للفقراء والمساكين ، فأوصيك بذلك الخير .
(7) الخوف من الجليل الذي يزرع التقوى في القلوب ، استفدناها من قوله " إن بطش ربك لشديد " ، وأنت في يوم عرفة كلما عملت شيئا خفت عدم القبول ، فألححت على ربك أن يتقبلك بقبول حسن ، وأن يتجاوز عن تقصيرك ، " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة "
(8) كثرة الاستغفار قبل وبعد العمل رجاء أن يطهر الله قلوبنا ويغفر لنا تقصيرنا " إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور " فالله الغفور يغفر لعباده الذنوب الكبار ، فلا تيأس ، ولا تقنط ، وإن شاء الله تعالى نبدأ من جديد وقد رجعنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا ، ولم لا ؟ وربنا الغفور ذو الرحمة .
(9) التودد للرحمن " وهو الغفور الودود " فهو الذي يبدأ بالمغفرة ويعيدها على عباده العاصين كلما استغفروه ، وهذا الذي يبدأ بالود والمحبة " يحبهم ويحبونه " ويعيده لهم أعظم مما كانوا عليه بعد التوبة لأنه " يحب التوابين ويحب المتطهرين " فتودد للرحمن بدمعة من خشيته ، بتضرع يلين قلبك القاسي ، بزيادة القراءة والذكر " فاذكروني اذكركم "
(10) علو الهمة لأن ربك هو " ذو العرش المجيد " ولأن كتابه عظيم " بل هو قرآن مجيد " فمن يريد المجد والشرف والعزة والعلو عند الله تعالى ، فلا يدخر جهدا في الطاعة وليبذل قصارى جهده لينال السبق في يوم العتق الأكبر .
هذه عشر معانٍ أوصيكم ونفسي بها ، احفظوا في هذا اليوم أسماعكم وأبصاركم وألسنتكم ، حاولوا أن تعكفوا تماما على الطاعة ، لا تلتفتوا لأي شيء من أمور الدنيا ، اغلقوا هواتفكم ولا تستعملوها إلا لقربة من القربات ، ركزوا حتى لا نضيع دقيقة من ساعات يوم عرفة ( من الفجر وحتى المغرب ) إلا وأنتم تتقلبون في طاعة ، وأهمها طاعات القلوب هذه .
اللهم قد بلغت ..... اللهم فاشهد ..........وبالله الهجوا بالدعاء كثيرا ، ولا تنسوني من خالص دعائكم .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة حسن الظن"

جنة حسن الظن

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
 
ندخل اليوم " جنة حسن الظن "
ووالله الذي لا إله غيره إنه لمن أعظم لجنان ، وإن من دخلها يرتوي قبل " يوم التروية " ويهنأ قبل " العيد " في تلك السعادة الأبدية ، حين يعرف من هو ربه ، ويتودد له ، ويخجل من كرمه ، ويستحي من جوده ، ويجد نفسه يحلق في سماء المعرفة بالله تعالى .
اسمعوا لهذا الأثر ، واكتبوا تعليقكم ، وصفوا لي مشاعركم كما سيحس بها هذا الرجلان ، ثم بالله اسجد سجود الشاكرين أنَّ هذا هو ربنا ، وأن هذه هي صفاته ، وأنت ساجد ابكِ من خطيئتك ، واستغفر ، وجدد توبتك ، وأطل السجود تضرعًا ودعاء ، وناجه بقلبك ، وخاطبه وأنت منكسر مستحي .
تريدون الخبر اسمعوا بقلوبكم لقول بلال بن سعد الذي في ( الحلية (5/226) ]
قال : يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار ، قال : فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه .

فيقول : كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما ؟

فيقولان : شر مقيل وأسوأ مصير .

فيقول : بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد فيأمر بهما إلى النار .

فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها .

وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت .

فيأمر بردهما فيقول : للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها فيقول يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانياً. ( انتهى الأمر قد فهم الدرس عرف عقوبة المعصية ، فخاف أن يخالف أمر الله تعالى ، حتى اقتحم النار ، وهو يدري أي شيء هي النار ، لكن المعصية شؤم ، فقرر أن لا يعود لشيء من هذا ، فهل نفهم الدرس من الآن ؟ حتى لا نتعرض للعذاب )

ويقول للذي مضى وهو يتلفت : ما حملك على ما صنعت ؟

قال : لم يكن هذا ظني بك يا رب . قال : فما كان ظنك ؟ قال : كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها .

قال إني عند ظنك بي وأمر بصرفهما الى الجنة .

الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ... ولله الحمد ، نعم الرب ربنا ، ونعم الإله أحبه وأخشاه .

فاللهم اجعلنا نحسن الظن فيك ، ولا نكون من المغرورين الذين يتكلون على عفوك ولا يعملون ، ولا من أصحاب الأماني الجوفاء ، الذي يقولون : نريد الجنة ولا يقدمون ثمنها من البذل والإنفاق في سبيلك .

اليوم مع كل عبادة من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وسجود وصيام وقيام وبر وصلة أرحام واجتهاد : تذكروا " جنة حسن الظن " وتعالجوا بها من رياح الإحباط التي عكرت صفو الإيمان بفعل أولياء الشيطان .

أحبتي ..

تذكروا " فلا تظلموا فيهن أنفسكم "

تذكروا : إنه وقت القرب والله يقول في الحديث القدسي : " لا تباعد مني "


تذكروا : إنها أوقات ثمينة فلا ترضَ بالدنية واغتنمها قبل أن تنقضي .
استدرك ما فاتك ، وأحسن الظن ، عسى أن يبعثنا ربنا من جديد ، ويرزقنا قلوبًا سليمة تحبه وتخشاه .
سنة اليوم :
التكبير عند الخبر السار :
فعن أبي سعيد الخدري قال : قال صلى الله عليه وسلم :" وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال : ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال : شطر أهل الجنة فكبرنا " [ متفق عليه ]

وأظن هذه السنة موافقة لجنَّة ( حسن الظن ) فنلهج بالتكبير الذي أوصانا بالإكثار منه نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه العشر .

ومن دعاء الصالحين أصحاب ( حسن الظن ) :
اللهم أنت تعطيني من غير أن أسألك ، فكيف تحرمني وأنا أسألك ، اللهم إني أسألك أن تسكن عظمتك قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة المغفرة"


جنة المغفرة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ..

الأحبة في الله تعالى ..
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم ، ويتوب علينا ، ويتولانا ، ويهدينا ، ولا يجعلنا ممن يقول أو يسمع ولا يعمل ، ويسترنا بستره الجميل ، ويصطفينا برحمة من عنده تغنينا عن رحمة من سواه .
أحبتي ..
نريد اليوم أن نتودد إلى ربنا ، نريد أن نتذلل له ، وننكسر بين يديه ، رافعين أكف الضراعة ، خاشعين من ذل المعاصي ومن الإحساس بأثرها علينا ، نادمين على ما اقترفت أيدينا ، مستشعرين فقرنا ، نظهر له ضعفنا لعله يلطف بنا .
نعم إن الأمور في واقع المسلمين تنذر بنذير شؤم إن لم نتدارك الأمر سريعا بتوبة متجددة هي أرجى أعمالنا ، نعم ربنا إنَّا مذنبون عاصون ، وليس لنا من يغفر سواك ، وليس لنا إلا أنت .

قال مغيث بن سمي : كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي ، فادكر يومًا ، فقال : اللهم غفرانك ، فغفر له . [ الحلية (6/68) ] فاللهم غفرانك .
وقال عون بن عبد الله : جرائم التوابين : منصوبة بالندامة نصب أعينهم لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه . [ الحلية (4/251) ] فاللهم أجرمنا وأذنبنا واجترحنا فتب علينا ولا تؤاخذنا .
وهذه هي أحوال أهل الإيمان :

قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، الرجل يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب حتى متى ؟؟
قال الحسن : ما أعلم هذا إلا أخلاق المؤمنين .
فاللهم تب علينا يا تواب ، واغفر لنا يا غفور يا غفار ، والله نعم الرب ونعم الإله ، ونحن بئس العبيد !! ولكن رجاؤنا فيك لا يخيب .
أحبتي ..
اشغلوا ألسنتكم اليوم بالاستغفار ، وتذكروا الذنوب ، واجمعوا قلوبكم اليوم على تجديد التوبة ، عسى أن يغفر لنا ، فندخل جنة عفوه ومغفرته ، وهي - والله - عظيمة لو نفقه .
بالله استغفروا وتعلموا من درس الاستغفار والتوبة التواضع ، فهذا أنت ، فلم ترفع رأسك ؟؟

قال تميم بن سلمة : قلت ليوسف بن أسباط ما غاية الزهد قال لا تفرح بما أقبل ولا تأسف على ما أدبر قلت فما غاية التواضع قال أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك . ( نسأل الله تعالى التواضع له )


تذكروا تلك الكلمات الذهبيات التي تغرس أعلى الطاعات في القلوب :
أنا من ذنوبي على يقين ومن ذنوب الناس على شك ، فلن أرى لنفسي بعد اليوم وزنًا ، فقط كل ما أريد أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .

قالت أمنا عائشة : قلت للنبي : إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف و يصل الرحم و يفك العاني و يحسن الجوار - فأثنيت عليه - هل نفعه ذلك ؟ فقال :
" لا يا عائشة ، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . [ الصحيحة (249) ]

سنة اليوم :
لا تفارق مجلسًا إلا وقد استغفرت فيه (100 مرة )
عن ابن عمر :
" إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس يقول : ( رب اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة ) " . [ الصحيحة (556) ]

ولا تنسونا من صالح دعائكم اليوم مع إفطاركم ، أو في ساعات الإجابة عسى أن يغفر لنا أجمعين ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة المراقبة"


جنة المراقبة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..

أما بعد .. أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العون والهداية والسداد والرشاد ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ويديم علينا لذة عبادته ، ويدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، ونسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .

أحبتي ....
دعونا ندخل في جنة لعلها توقظنا ، وتشحذ هممنا ، وتعلمنا القرب من ربنا ، وتحسس قلوبنا بما ينبغي أن يكون فيها ، إنها جنة المراقبة .
فيا كل من يقرا رسالتي ، خذوها عظة لقلوب الغافلين من أمثالي !!.

في الحلية (1/235) قال محمد بن علي الترمذي : اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك ، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك ، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه .
الله ناظر لك الآن فما أنت بفاعل ؟؟
قال عبد الله بن فاتك : إذا كنت غافلا فانظر نظر الله إليك ، وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك ، وإذا كنت ساكتًا فانظر علم الله فيك ، قال تعالى : " إنني معكما أسمع وأرى "
تفهمون ؟؟؟ الآن يسمع كلامنا الآن فماذا تقولون ؟ ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
الله يرى إلى أين شيء تنظرون ؟؟؟ ( من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ ولينظر في المصحف ) ( فانظر إلى آثار رحمة الله )
وهذا علم المراقبة ، اختبار خطير لأحوال الإيمان ؟
كم مرة يأتي الله على بالك خوفًا أو حياء أو حبًا ؟؟؟ أعطني نسبة مئوية !!
كم مرة تركت فيها شيئًا لا يحبه ربك مخافة منه أو حياء منه أو حبًا ؟؟
كم مرة آثرت الله فيها على هواك وجاهدت - كما طلبت منك بالأمس - في طاعة الله مخافة من ربك حبيبك وسيدك ومولاك أو حياء أو حبًا ؟
نعم فهذه الثلاث تورث المراقبة :
في الحلية (10/93-94) قال الحارث المحاسبي :
إن المراقبة تكون على ثلاث خلال :
على قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون في ذلك .

فإحدى الثلاث : الخوف من الله .
والخلة الثانية: الحياء من الله .
والخلة الثالثة : الحب لله .
فأما الخائف فمراقب بشدة حذر من الله تعالى وغلبة فزع . ( هل أنت هذا الرجل ، وهل أنت هذه الأخت ؟ )
وأما المستحيي من الله فمراقب بشدة انكسار وغلبة إخبات . ( تشعر بهذا الانكسار أو الافتقار ، وتحسين أنك هكذا !! )
وأما المحب فمراقب بشدة سرور وغلبة نشاط وسخاء نفس مع إشفاق لا يفارقه . ( أين نشاطكم يا محبون ؟؟ )
كلام الحارث وقع على الجرح ، فهل من مراقب لله تعالى ليهنأ " ولمن خاف مقام ربه جنتان "

الخميس، 24 يناير 2013

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جنة المجاهدة"


جنة المجاهدة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى بأن يديم علينا جنة الذاكرين ، وأن يجعلنا من أحب عباده له ، ومن أخلص عباده له ، ومن أصدق عباده له ، وأن يديم علينا طاعته ، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .
أحبتي في الله ...
قال الله تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "

فمفتاح الجنة مجاهدة النفس ، ومخالفة الهوى ،فدعونا ندخل اليوم من باب المجاهدة يومًا جديداً من أيام في الجنة
في السير (15/231) : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري : فلان يمشي على الماء ! قال : عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء .

فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء ، تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام ، تصبح كسلانًا فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها ، ولو أن تحلف على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا " ، تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات فتذكرها أنها في زمان فاضل لا يصح لها فيه مثل هذا ، فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي
وهذا - لا شك - أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية ، تعالوا نتأمل بعض الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة في الطاعات في هذه الايام المباركات .

المشهد الأول : للإمام أبي إسحاق السبيعي فارس من فرسان سلفنا المجاهدين .
في السير (5/397)
قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي : يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران، ثم قال الأخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فإذا استتم قائماً قرأ وهو قائم ألف آية.
من استثاره حال هذا الرجل العملاق ؟!!!
ما زلت تقول : هؤلاء السلف !! مازلت ضعيفًا تتلمس لنفسك المعاذير ، من لها ؟؟؟


المشهد الثاني : فارسه إمام أهل السنة ( الإمام أحمد بن حنبل )
يخبر ابنه عبد الله أنَّ أباه كان يصلي في كل يوم وليلة 300 ركعة ، فلما مرض بسبب جلده بالسوط في محنة ( خلق القرآن ) أثر ذلك على بدن الغمام فأضعفه ، فلما ضعف صار يصلي كل يوم وليلة (150 ركعة ) !!! [ السير (11/212) بالله ما شعرت عندما قرأتها ؟؟؟ لما ضعف صار يصلي (150 ركعة ) ونحن نجاهد في (12 ركعة ) يا حسرة على العباد
من يباري الإمام ؟ من يحب هذا الرجل الفذ ؟ من التهب حماسه ليسجد ويقترب ، ويدنو هرولة إلى ربه ، كنت أقول في نفسي : حديث القرب انتهى عند " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " فمن يأتيك ربي هرولة كيف صنيعك به ؟؟ ومن هذا المهرول المجاهد بحق .

المشهد الثالث : لصاحب كتاب الزهد ، وإمام من أئمة السلف ( هناد بن السري )
قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيراً ، ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل .

عبادته بالليل !! وهل بعد ذلك من شيء ، لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد في الجنة لا محالة !!! اللهم ارزقنا لذة العبادة والحرص على العبادة وديمومة العبادة ، وأن نكون من القانتين


من سيكون فارس الفرسان اليوم ، هلموا إلى المجاهدة ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "