كما أن رجال الأعمال
وأصحاب الشركات الكبرى يقومون بحساب الفائدة والخسارة من خلال المعاملات
والصفقات التي يعقدونها، فالأولى لنفسي التي بين جنبي أن تقوم بهذا النوع
من الحسابات وهو مايدعى في عالم الرقائق بالمحاسبة ..
فهي من أعظم أسباب النجاة؛ لأنها تدفع المرء إلى التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان، وتعين أيضًا على ملازمة الطاعة واجتناب المعصية، وداعية إلى الاستزادة من الخير، فقبل أن آوي إلى فراشي أبدأ أولاً بمحاسبة نفسي:
1. ما هي الذنوب التي ارتكبتها اليوم ؟
2. هل أديت برنامجي العبادي مثلما خططت له؟
3. هل أعمالي الدينية والدنيوية كانت خالصة لله تعالى أم شابها حب المدح والرياء أو ربما لم تسبقها أي نية؟!
فهي من أعظم أسباب النجاة؛ لأنها تدفع المرء إلى التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان، وتعين أيضًا على ملازمة الطاعة واجتناب المعصية، وداعية إلى الاستزادة من الخير، فقبل أن آوي إلى فراشي أبدأ أولاً بمحاسبة نفسي:
1. ما هي الذنوب التي ارتكبتها اليوم ؟
2. هل أديت برنامجي العبادي مثلما خططت له؟
3. هل أعمالي الدينية والدنيوية كانت خالصة لله تعالى أم شابها حب المدح والرياء أو ربما لم تسبقها أي نية؟!
قوله جلَّ وعلا {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]
وقوله سبحانه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7,8]
وقال ابن القيم: "محاسبة النفس بعد العمل، ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور، وهى: الإخلاص في العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
فيحاسب نفسه: هل وَفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها في هذه الطاعة؟
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد: ل ِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحًا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به" [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (12:13)]
وحين يغفل المرء عن محاسبة نفسه، يضيع عمره منه دون أن يشعر،،
ثمار المحاسبــــة
الاستغفار والتوبة مما قد بدر مني من ذنوب .. وإن زلَّ لساني يومًا بذكر أحد إخواني بما يكره، أستغفر الله لي وله وأدعو له بالخير.
أتأكد أن قلبي خالٍ من كل حقد وحسد نحو خلق الله جميعًا .. وأقرر العفو عن من أساء إلي، وأسال الله أن يهدي من قد أكون أسأت إليهم إلى أن يسامحوني ..
يقول الرسول "ما نقصت صدقة من مال شيئًا، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله" [رواه مسلم]
وقال ".. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" [متفق عليه]،إن في هذا الحديث النبوي المعجز حقيقة علمية توصل إليها العلم الحديث مؤخرًا، وهي أن للقلب دورًا مركزيًا .. فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسم ستصلح وإذا فسد فإن جميع أنظمة الجسم ستفسد، وهذا ما نلاحظه اليوم في عمليات القلب الصناعي حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب ففي 11/8/2007 نشرت جريدة washington post تحقيقًا صحفيًا حول رجل أجريت له عملية زرع قلب اصطناعي يقول هذا الرجل :"إن مشاعري تغيرت بالكامل، لم أعد أعرف كيف أحب وأشعر حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم".
وفيما يتعلق بالنية .. - هذا الأمر الخطير- إذا كانت العبادات أو أعمال الدنيا غير خالصة لله عزَّ وجلَّ، فلأستغفر الله وأتوب إليه من هذا النفاق والرياء ..
أما إن لم تسبقها أي نية .. فلأناجي ربِّي قائلة: يـا ربِّ إني كنت أريدها خالصة لوجهك الكريم، لكنني إنسانة والإنسان نسَّاء .. فأنا نسيت أن أجدد النية لك، أرجوك مولاي تقبلها مني.
لعلني بهذه المحاسبة أطمئن بعض الشيء من أنني سأجد ربًّا راضيًا غير غضبان إن مت هذه الليلة، وما دعاني إلى هذا الاطمئنان حسن ظني به سبحانه بأنه سيغفر لي ويتوب عليَّ ويرحمني برحمته الواسعة .. وأنام دون أن أنتظر الصباح؛ لأن صباحي قد يكون في القبر، ولا أنسى أن أحتسب نومتي وأنوي بها التقوي على طاعة سيدي ومولاي.
وغالبًا ما أحب أن ينبهني غيري إلى هفواتي ويبين لي زلاتي؛ لأتمكن من إصلاح نفسي وتربيتها لأن المؤمن مرآة أخيه، وقدوتي في ذلك الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا" [صيد الخاطر (1:69)]
كما قال عمر بن المهاجر: قال لي عمر بن عبدالعزيز: "إذا رأيتني قد حدت عن الحق، فخذ بثيابي، وهزني، وقل: مالك يا عمر؟!" [صيد الخاطر (1:69)]
كم
هي رائعة تلك اللحظات التي أخلد فيها إلى النوم بعد قضاء يوم في محاولة
مني لجمع الحسنات ودفع مايمكن دفعه من السيئات والمجاهدة لأجل رضا الملك
سبحانه ..
ولقد اكتشف علميًا أن الإنسان حين ينام تسقط خلايا ميتة وتتأكسد وقد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المختلفة، وللتخلُّص من هذه الخلايا استخدم العلماء كل أنواع المنظفات لكن بدون جدوى، فقام أحدهم بنفض الفراش ثلاثًا فإذا بها تختفي، أو لم يكن يفعل ذلك الصادق المصدوق قبل هذا الاكتشاف العلمي بأكثر من14 قرنًا من الزمن؟
كما أفضل أن أنام على الشق الأيمن إتباعًا لهدي خليل الرحمن .. فهو القائل: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوؤك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول" [متفق عليه]
حين يرخي الليل سدوله أتذكر قول الباري عزَّ وجلَّ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [القصص: 72] .. فأدرك كم هي عظيمة نعمة الليل الذي لو لم يجعله الباري عزَّ وجلَّ يعقب النهار لما استطعنا أن نستمتع فيه بنعمة النوم، فلك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على هذه النعمة وعلى كل النعم.
إن النوم من نعم الله الكبرى على بني آدم .. لأننا لو افترضنا أن الإنسان يظل طوال اليوم بدون نوم فسوف يصاب بالإرهاق وتسوء حالته النفسية، وقد يؤدي به ذلك إلى الانهيار العصبي وربما الجنون، كما أن العلم الحديث أثبت أن الأرق أو قلة النوم يضعف جهاز المناعة ويضعف الذاكرة ويؤدي إلى تعطيل قدرات الإنسان على اتخاذ القرارات السليمة ..
سر النـــوم وإسلام البـاحث الغربي
وصدق المولى تبارك وتعالى حين قال {سَنُرِيهِمْ
آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ} [فصلت: 53]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق