جنة حسن الظن
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ندخل اليوم " جنة حسن الظن "
ووالله الذي لا إله غيره إنه لمن أعظم لجنان ، وإن من دخلها يرتوي قبل " يوم التروية " ويهنأ قبل " العيد " في تلك السعادة الأبدية ، حين يعرف من هو ربه ، ويتودد له ، ويخجل من كرمه ، ويستحي من جوده ، ويجد نفسه يحلق في سماء المعرفة بالله تعالى .
اسمعوا لهذا الأثر ، واكتبوا تعليقكم ، وصفوا لي مشاعركم كما سيحس بها هذا الرجلان ، ثم بالله اسجد سجود الشاكرين أنَّ هذا هو ربنا ، وأن هذه هي صفاته ، وأنت ساجد ابكِ من خطيئتك ، واستغفر ، وجدد توبتك ، وأطل السجود تضرعًا ودعاء ، وناجه بقلبك ، وخاطبه وأنت منكسر مستحي .
تريدون الخبر اسمعوا بقلوبكم لقول بلال بن سعد الذي في ( الحلية (5/226) ]
قال : يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار ، قال : فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه .
فيقول : كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما ؟
فيقولان : شر مقيل وأسوأ مصير .
فيقول : بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد فيأمر بهما إلى النار .
فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها .
وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت .
فيأمر
بردهما فيقول : للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها ما حملك على ما فعلت
وقد اختبرتها فيقول يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك
ثانياً. ( انتهى الأمر قد فهم الدرس عرف
عقوبة المعصية ، فخاف أن يخالف أمر الله تعالى ، حتى اقتحم النار ، وهو
يدري أي شيء هي النار ، لكن المعصية شؤم ، فقرر أن لا يعود لشيء من هذا ،
فهل نفهم الدرس من الآن ؟ حتى لا نتعرض للعذاب )
ويقول للذي مضى وهو يتلفت : ما حملك على ما صنعت ؟
قال : لم يكن هذا ظني بك يا رب . قال : فما كان ظنك ؟ قال : كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها .
قال إني عند ظنك بي وأمر بصرفهما الى الجنة .
الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ... ولله الحمد ، نعم الرب ربنا ، ونعم الإله أحبه وأخشاه .
فاللهم اجعلنا نحسن الظن
فيك ، ولا نكون من المغرورين الذين يتكلون على عفوك ولا يعملون ، ولا من
أصحاب الأماني الجوفاء ، الذي يقولون : نريد الجنة ولا يقدمون ثمنها من
البذل والإنفاق في سبيلك .
اليوم مع كل عبادة من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وسجود وصيام وقيام وبر وصلة أرحام واجتهاد : تذكروا " جنة حسن الظن " وتعالجوا بها من رياح الإحباط التي عكرت صفو الإيمان بفعل أولياء الشيطان .
أحبتي ..
تذكروا " فلا تظلموا فيهن أنفسكم "
تذكروا : إنه وقت القرب والله يقول في الحديث القدسي : " لا تباعد مني "
تذكروا : إنها أوقات ثمينة فلا ترضَ بالدنية واغتنمها قبل أن تنقضي .
استدرك ما فاتك ، وأحسن الظن ، عسى أن يبعثنا ربنا من جديد ، ويرزقنا قلوبًا سليمة تحبه وتخشاه .
سنة اليوم :
التكبير عند الخبر السار :
فعن أبي سعيد الخدري قال : قال صلى الله عليه وسلم :" وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال : ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال : شطر أهل الجنة فكبرنا " [ متفق عليه ]
وأظن هذه السنة موافقة لجنَّة ( حسن الظن ) فنلهج بالتكبير الذي أوصانا بالإكثار منه نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه العشر .
ومن دعاء الصالحين أصحاب ( حسن الظن ) :
اللهم أنت تعطيني من غير أن أسألك ، فكيف تحرمني وأنا أسألك ، اللهم إني أسألك أن تسكن عظمتك قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق