Translate

السبت، 29 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " ما لكم"؟


ما لكم؟

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد .....إخوتي وأحبتي في الله ...

يقول الله تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير "


توقفت كثيراً عند هذه العبارة القرآنية المستنهضة للهمم
" ما لكم ؟ "

يقول الله تعالى : " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا "
إنه عتاب مر على قلوب المحبين ،
ونذير لكل داني الهمة ،
لكل متقاعس ،
لكل محروم فاستفيقوا .

وانظروا للمعنى الثاني في نفس الكلمة " ما لكم " ؟

يقول الله تعالى : " يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "

ليس لك أحد سواه ،
فلماذا لم تستنفر همتك بالشكل المطلوب إلى الآن .

إخوتاه ... ما لكم ؟

أفيقوا ،
طهروا قلوبكم ،
نافسوا في الطاعات ،
استبقوا الخيرات ،
نظموا الأوقات ،
وتاجروا مع الله تعالى .

أريدكم لا تهتمون فقط بأعمالكم الذاتية ،
أين الدعوة ؟
أين الهمة في نشر الخيرات ،
أين ؟
" لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "
" أين الدلالة على الخير ؟
أين الرابحون المتاجرون ؟

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " الشوق"


الشوق

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ...

أما بعد ..


أيها الأحبة في الله تعالى..


إخوتاه ....


سؤالي الأول لكم : كيف حال شوقكم إلى ربكم ؟
وهذا السؤال يهدف إلى تشخيص الحال ، لأننا لا يمكن أن ننال هذه الجوائز ، وطاقتنا الإيمانية قد نضبت ، والشحن

الإيماني يبدأ من هذا الشوق ، من هذه الوقفة .

كانت عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء قد كف بصرها ، وكانت متعبدة فدخل عليها ابنها يوماً وقد صلى فقالت: صليتم

يا بني؟ قال نعم فقالت:


أعثام مالك لاهية
حلت بدارك داهية
ابكِ الصلاة لوقتها
إن كنت يوماً باكية
وابكي القرآن إذا تلى
قد كنت يوماً تالية
تتلينه بتفكر
ودموع عين جارية
لهفي عليك صبابة
ما عشت طول حياتيه .
فهل نبكي الصلاة لوقتها ؟
هل نبكي القرآن ؟
هل نبكي على فوات التدبر ؟


السؤال الثاني : ما الذي يشغلك عن الله تعالى ؟؟؟

والمصيبة أن تكون لا تشعر ولا تهتم بحالك مع ربك !!!

يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر : " أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة. وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب.ومن هذه حاله، لا يفوز بطاعة.

فأول عقوباتهم، إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.

ومن خفي عقوباتهم، سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.

إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، وهممهم عند الثريا، بل أعلى. إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة، أنكروا ، فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء ، نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم.

فهل أنت منهم ؟؟


يا أخي.. يا أختي ..

تشخيص حالك ينبئ بالخطر ، فتعالوا سريعا للعلاج فلم يعد هناك وقت للكلام ولا للراحة .

فخذ هذه واستمسك بها : الشوق يبدد حجاب الشهوة :

كان داود الطائي يقول: همك عطل علي الهموم ، وخالف بيني وبين السهاد. وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني الشهوات.


همسة مشتاق :

كانت إحدى العابدات تقول : " كيف لا أرغب في تحصيل ما عندك وإليك مرجعي؟

وكيف لا أحبك وما لقيت خيراً إلا منك؟وكيف لا أشتاق إليك وقد شوقتني إليك " .


وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " تخلص من صفات المنافقين"


تخلص من صفات المنافقين

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ... أحبتي في الله ..

هل جاهدتم أنفسكم في الله حق الجهاد ؟ كان تدريب النفس شاقًا على كثيرين ، وكان لابد منه ، واجتاز الطريق آخرون ، ولابد من أن تلحق بمن سبقك ، أليس شعارنا : لن يسبقني إلى الله أحد ؟


عليك أن تقف مع هذه الخصال التي سأذكرها لك ، وتتعرف على أصل المشكلة عندك .

أجب عن هذا الاستبيان فى نفسك : هل عندك خصلة من خصال المنافقين ؟

(1) هل باطنك بخلاف ظاهرك ؟

(2) هل تستخدم الكذب أحيانا ؟

(3) هل تخون الأمانة ؟ هل خنت ربك ؟ تذكر ذنوب الخلوات ، تذكر أمانة الإيمان

(4) هل غدرت بأحد عهد إليك بعهد قبل ذلك ؟

(5) هل خاصمت أحدًا فدعاك الغضب لأن تتعدى وتظلم ؟


قال رسول الله : " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه

خصلة النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر "


[ رواه البخاري ومسلم ]

(6) هل أنت جرئ في بعض الأحيان عند ارتكاب الذنب ؟ هل جاهرت بمعاصي قبل ذلك ؟

(7) هل أنت مجادل بالباطل ؟


قال رسول الله : " الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق"

[ رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ]

(8) هل أنت بخيل لا سيما على ربك بأن تبذل جهدك له ؟

(9) هل أنت دائما تشعر بالعجز وعدم القدرة على الفعل ؟


قال رسول الله : " وإن الشح والعجز والبذاء من النفاق ، وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن

من الآخرة ، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا "


[ رواه الطبراني باختصار وأبو الشيخ في الثواب واللفظ له وصححه الألباني ]

(10) هل تتلون ؟ هل تشعر أنك ذو وجهين ؟

قال رسول الله : " من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار "

[ رواه أبو داود وصححه الألباني ]

(11) هل تتعلم وتزداد علمًا يومًا بعد يوم ، أم أنت كسول عن ذلك ؟

قال : " خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت و لا فقه في الدين "

[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]

(12) هل تعمل بما تتعلم ؟

قال : " أكثر منافقي أمتي قراؤها "

[رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ] أي علماؤها .

(13) هل أنت كسول ؟

قال جل وعلا :

"وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون "
[التوبة : 54]

فلو لم يكن للنفاق إلا هذا الأثر السيء لكفى ، فإياك والكسل .

ثم تأمل هذا المعنى جيدًا :


قال تعالى :

"فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلا "
[ النساء : 88 ]


فإحذر الانتكاس :" والله أركسهم " أي: نَكَّسَهم وردَّهم إلى الكفر.

وإذا وجدت طريق المعاصي ميسور ، وطريق الطاعات شديد المشقة ، فاعلم أن الحافظ أعرض عنك ، وأنك لابد أن

تراجع نفسك سريعًا .

قال سهل : الإضلال من الله ترك العصمة عما نهى عنه ، وترك المعونة على ما أمر به .

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "هل يمكن أن تكون راحلة ؟"


هل يمكن أن تكون راحلة ؟

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد .. أيها الأحبة في الله ..

خلف أي شيء تسير ؟ ما الذي يحركك ؟ ما الذي يدفعك للعمل ؟

هل هواك مازال هو المتحكم في خطواتك ؟

هل امتثلت لموعظتي لك فجاهدت هواك ؟

أي شيء تركته لله يقينا بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا ؟


أحبتي في الله ...

إذا ضعف السير أو اشتد ، إذا قصر الطريق أو امتد ، فاسمع هذه الآية واجعلها لا تفارقك سيرك ، وأوقد بها شعلة

حماسك إذا فترت ، واجعلها تنير لك الطريق ، وذكر بها قلبك لتتعلق في كل خطوة بربك ، فلا حيلة في السير إلا به ،

ولا أمل في الوصول إلا منه ، ولو سار مر الدهر .
" هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ "

فاعلم أنك ملك لربك ، فاقترب منه فإنه منك قريب ، ولا تجعل هواك قاطعًا لك عنه .
فمن معنا ؟؟ من سيكون الراحلة ؟؟

في الصحيحين أنَّ النبي قال : " إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة "

وهذا كلام أهل العلم في شرح الحديث

الراحلة من الإبل :
البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والأنثى فيه سواء ، والهاء فيها

للمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ، فإذا كانت في جماعة

الإبل عرفت .


ومعنى الحديث إن مرضى الأحوال من الناس الكامل الأوصاف قليل فيهم جدا لقلة الراحلة في الإبل


[ الديباج على مسلم - (5 / 491)]

قال أبو جعفر: .....قول النبي الناس كإبل مائة يريد به خاصا من الناس وهم الذين لا غناء

معهم ولا منفعة عندهم لمن سواهم من الناس كإبل مائة ليس فيها راحلة تحمل ما يحتاج الناس إلى حمله عنهم

وتكون الإبل التي لا راحلة فيها كالناس الذين لا منفعة عندهم من علم يؤخذ عنهم ولا مما سوى ذلك مما يحتاج

بعض الناس إليه من بعض
[بيان مشكل الآثار ـ الطحاوى - (4 / 53)]

قَوْله ( كَإبِل مِائَة )

يَعْنِي أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُنْتَخَبِينَ مِنْ النَّاس فِي عِزَّة وَجُودهمْ كَالْمُنْتَخَبِ مِنْ الْإِبِل الْقَوِيَّة عَلَى الْأَحْمَال وَالْأَسْفَار الَّذِي

لَا يُوجَد فِي كَثِير مِنْ الْإِبِل قَالَ الزُّهْرِيُّ الَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا وَحَذَّرَ الْعِبَاد وَضَرَبَ لَهُمْ مِنْهَا الْأَمْثَال

لِيَعْتَبِرُوا وَيَحْذَرُوا وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرهُمْ مَا حَذَّرَهُمْ اللَّه تَعَالَى وَيُزَهِّدهُمْ فِيهَا فَرَغِبَتْ النَّاس

بَعْده فِيهَا وَتَنَافَسُوا عَلَيْهَا حَتَّى كَانَ الزُّهْد فِي النَّادِر الْقَلِيل مِنْهُمْ فَقَالَ تَجِدُونَ النَّاس بَعْدِي كَإِبِلِ مِائَة لَيْسَ فِيهَا

رَاحِلَة أَيْ أَنَّ الْكَامِل فِي الزُّهْد فِي الدُّنْيَا وَالرَّغْبَة فِي الْآخِرَة قَلِيل كَقِلَّةِ الرَّاحِلَة فِي الْإِبِل وَالرَّاحِلَة هِيَ الْبَعِير الْقَوِيّ

عَلَى الْأَسْفَار وَالْأَحْمَال النَّجِيب التَّامّ الْخَلْق الْحَسَن النَّظَر وَيَقَع عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى وَالْهَاء لِلْمُبَالَغَةِ


ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ وَإِسْنَاده صَحِيح رِجَاله ثِقَات [حاشية السندي على ابن ماجه - (7 / 359)]

وقال القرطبي الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجوادالذي يتحمل أثقال الناس والحمالات عنهم ويكشف كربهم عزيز

الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة [عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (33 / 281)]


وخلاصته:

أن المرضى المنتخب من الناس الصالح للصحبة سهل الإنقياد عسر وجوده كالنجيبة الصالحة للركوب الني لا توجد

في الإبل الكثيرة القوية على الأحمال والأسفار فذكر المائة للتكثير لا للتحديد فإن وجود العالم العامل المخلص

من قبيل الكيمياء أو من باب تسمية العنقاء ولذا قال بعض العرفاء أتمنى على الزمان محالا أن ترى مقلتاي

طلعة حر [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (15 / 298)]

الراحلة وهو ذلك الفرد النشط الحي القوي الذي يأخذ على عاتقه المسؤولية ويعمل وفق طاقاته وإمكانيته في سبيل إحياء الأمة، ذلك الفرد الذي تصبح الفكرة همّه:تقيمه وتقعده ويحلم بها في منامه وينطلق في سبيلها في يقظته، الذي إن لم تكن لديه الوسائل الفعالة سعي في إيجادها ولو كان أمراُ مستحيلاُ،فهو يعيش من أجل عقيدته ويرضي بكل أذي في سبيلها ويبذل كل غال ورخيص..

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "ذكر الله"


ذكر الله
بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .

أما بعد ..

أحبتي في الله ..



لا ريب أن الذكر لله كثيراً من أسباب الفوز في هذا السباق .


فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان .

فقال : سيروا هذا جمدان سبق المفردون .

قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟؟ قال : الذاكرون الله كثيرا .


ذكر اليوم :


روى الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني أنَّ النبي قال : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و لا فخر ، و بيدي لواء الحمد و لا فخر "

فمن سيكون تحت ظل لواء النبي ؟؟؟


روى الطبراني وصححه الألباني أنَّ النبي قال : " إن أفضل عباد الله يوم القيامة : الحمادون "


وروى النسائي وابن ماجه وصححه الألباني أنَّ النبي قال : " والحمد لله تملأ الميزان "


روى الترمذي وحسنه الألباني أنَّ النبي قال : " و أفضل الدعاء : الحمد لله "


فاحمد لله كثيراً ، لا سيما بهذا الذكر المبارك :

روى الطبراني وصححه الألباني أنَّ النبي قال :" ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله على ما أحصى كتابه و الحمد لله عدد كل شيء و الحمد لله ملء كل شيء و تسبح الله مثلهن تعلمهن و علمهن عقبك من بعدك "


ولا تنسوا باقي البذور ، من الاستغفار ، والقرآن ، والذكر . والله المستعان .

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "جاهد هواك"


جاهد هواك
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ... أحبتي في الله ..

فأسأل الله تعالى أن يردنا جميعاً إلى دينه ردًا جميلا ، فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ،

يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا إلى طاعتك ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك

رحمة إنك أنت الوهاب .


فقد قال الله تعالى " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ " [ الحج : 32 ]

من هنا سنبدأ خطة إيمانية جديدة مدارها على

( التخلية ) من العيوب والآفات

القاطعة لنا عن الطريق ، و
( التحلي )

بصفات عباد الرحمن الذين " يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ " [المؤمنون : 60 ] .

سنتناول آفة من أخطر الآفات التي تنخر في نفوسنا ، وتعكر صفو إيماننا ، ونعاهد ربنا على التخلص

منها قدر المستطاع ،

آفة اليوم : اتباع الهوى .

نعم المشكلة أنك تعبد الله على مزاجك ، أنك عابد لهواك وأنت لا تدري ، قال تعالى : " أَرَأَيْتَ

مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا "
[ الفرقان : 43 ]

قال قتادة- رحمه اللّه تعالى-: «إنّ الرّجل إذا كان كلّما هوي شيئا ركبه، وكلّما اشتهى شيئًا أتاه، لا يحجزه عن ذلك

ورع ولا تقوى، فقد اتّخذ إلهه هواه " .


فالهوى : إيثار ميل النّفس إلى الشّهوة والانقياد لها فيما تدعو إليه من معاصي اللّه- عزّ وجلّ- ، وصاحب الهوى

يعميه الهوى ويصمّه، فلا يستحضر ما للّه ورسوله في الأمر ولا يطلبه أصلا، ولا يرضى لرضا اللّه ورسوله،

ولا يغضب لغضب اللّه ورسوله، بل يرضى إذا حصّل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصّل ما يغضب له بهواه، فليس

قصده أن يكون الدّين كلّه للّه، وأن تكون كلمة اللّه هي العلياء، بل قصده الانتصار لنفسه وطائفته أو الرّياء، ليعظّم

هو ويثنى عليه، أو لغرض من الدّنيا يطلبه .


قال الحبيب : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأيّ قلب أشربها نكت فيه

نكتة سوداء. وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتّى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصّفا. فلا تضرّه فتنة

ما دامت السّماوات والأرض، والآخر أسود مربادّ كالكوز مجخّيّا [أي منكوسًا مائلاً ] لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا

إلّا ما أشرب من هواه».
[ رواه مسلم ]

فأسالكم بالله : هل نحن متبعون لأهوائنا أم لشرع ربنا ؟

(1) إذا دعيت إلى أمر الله تعالى ، وهواك في شيء آخر ماذا تفعل ؟

(2) إذا كنت عرفت أن الخير في اتباع سنة المصطفى ، وقيل لك أنَ النبي لم يصنع كذا مما

ترى الناس يعملونه ، فهل تتبع السنة أم تعمل عمل الناس ؟


(3) إذا كنت تحب شيئا ، ورأيت الناس يختلفون أحلال هذا أم حرام ؟ ورأيت أن الأمر شبهة : هل تتورع وتحتاط

لدينك أم تتبع هواك ؟


(4) إذا كان هواك في فتوى معينة ، واقيمت عليك الأدلة المخالفة لهواك ، فهل تتبع الدليل أم تركن لهواك ؟

اصدق الله يصدقك ، والله لو خالفنا هوانا لاستقام الحال ، ولكن نمضي مع الهوى ، سواء بالتفريط أو الإفراط ،

ومن هنا جاء الضلال ، فكلٌ معجب برايه ، وهواه يحركه ، وتراه فرحًا بما عنده ، ولا يقبل ما يخالف هوى نفسه ،

ومن هنا قال :


" وأمّا المهلكات: فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه "

[ رواه البزار وحسنه الألباني ]

وقال : " وإنّه سيخرج من أمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا

يبقى منه عرق ولا مفصل إلّا دخله»)
[ رواه أبو داود وصححه الألباني ]

أي أنَّ الهوى يسابقه ، ويلعب به ، حتى يصير هو المتحكم في كل تصرفات الإنسان ، فبالله عليك هل أنت متبع لهواك

كثيرا أم لا ؟ ومن هنا لن يعود قلبك إلى طريق الاستقامة إلا إذا
( جاهدت هواك ) .

قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى-: «الهوى شرّ داء خالط قلبا " . وقال : أفضل جهاد جهاد الهوى .

فكيف نتخلص ؟ وكيف نجاهدها في الله حق جهاده ؟


(1) تفكر في عواقب الهوى ،

ويكفي أنه سبب حرمانك من الاستقامة ، وسبب زيغ قلبك ، وسبب فوات كثير من الفضائل عليك ، وانظر لمن يتبع

هواه كيف ينتهي به الأمر ، فوالله ما انتكس أحد عن طريق الرحمن إلا بسبب أنه متبع لهواه ، مؤثر لدنياه ،

ومن هنا يزيغ ويبتعد .


(2) تعرف على فضل هذه المجاهدة ،

ويكفي أنك ستحرر نفسك من عبودية غير الله تعالى ، وستعبد ربك حق العبودية ، وتشعر بالعزة "

فإن العزة لله جميعًا " فلن تكون هذا الإنسان الرخيص الذي
وصفه الله تعالى : " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ

إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "
[ الأعراف :176 ]

يقول ابن الجوزي : " التّفكّر في فائدة مخالفة الهوى من اكتساب الذّكر الجميل في الدّنيا، وسلامة النّفس والعرض

والأجر في الآخرة، ثمّ يعكس فيتفكّر لو وافق هواه في حصول عكس ذلك على الأبد، من كان يكون يوسف لو نال

تلك اللّذّة؟ فلمّا تركها وصبر عنها بمجاهدة ساعة، صار من قد عرفت " [ ذم الهوى ( ص 15) ]

وبشكل عملي :


(3) قل لنفسك في أشياء

ترغب فيها من حسن مطعم أو ملبس أو تنزه : لا ...لا ، وكلما زادت كلما ارتقيت ، وكلما قلت كلما تدنيت .

فصم صيام رجب بنية مخالفة الهوى ، وضعّف وردك القرآني بنية مخالفة الهوى ، فهواي يأمرني أن لا أزيد على

الجزء أو الاثنين ، ولكن ستقسم على نفسك بالله لأرين الله ما اصنع فستقرأ اليوم أكثر واكثر ،

وهكذا في سائر العمل .

ما الأمر الشاق عليك من العبادات ؟ حفظ القرآن ؟ القيام ؟ كثرة الذكر ؟ طلب العلم ؟ .. انظر ما يصعب عليك ،

وبنية المجاهدة سنقطع حبال الهوى التي تأسر قلوبنا .


ومن هنا نتفق على الواجبات العملية :

أولاً :

نريد ختمة هذا الأسبوع بدون تضجر أو استصعاب . من الجمعة إلى الجمعة ( كل يوم تقرأ قرابة أربعة أجزاء

ونصف ، قسمها على الصلوات ، وسنبدأها من اليوم ( البقرة وآل عمران )
وسورة الكهف .


ثانيًا :


كثرة الصلاة على النبي ( نريدها اليوم بعدد لم تصنعه من قبل ، بنية مخالفة الهوى ،

والاستقامة على طريق الرحمن )
قال :" من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة

"[ رواه الطبراني وصححه الألباني ] فطريق الجنة ممهد بكثرة الصلاة على الحبيب .

تذكرة اليوم :

وفي الختام خذ هذه الكلمات الذهبيات من ذي النون ، واستوص بها خيرا .

قال ذو النّون المصريّ- رحمه اللّه تعالى-:

«إنّما دخل الفساد على الخلق من ستّة أشياء:


الأوّل : ضعف النّيّة بعمل الآخرة .

والثّاني : صارت أبدانهم مهيّأة لشهواتهم.

والثّالث :غلبهم طول الأمل مع قصر الأجل.

والرّابع: آثروا رضاء المخلوقين على رضاء اللّه .

والخامس: اتّبعوا أهواءهم ونبذوا سنّة نبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم .

والسّادس: جعلوا زلّات السّلف حجّة لأنفسهم، ودفنوا أكثر مناقبهم»)


[ الاعتصام للشاطبي (1/68) ]

الأحد، 23 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "تحصيل ثمرة التقوى"


تحصيل ثمرة التقوى


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .

أما بعد .. أحبتي في الله ...

التقوى إذا رزقها العبد فقد فاز فوزاً عظيمًا .


(1)
فأهلها مبشرون بكل خير :

قال تعالى : " الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى" [يونس : 63-64 ] .


(2) والله معهم يعينهم وينصرهم ويتولاهم :

قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" [النحل: 128].


(3) ويرزقهم البصيرة فيسددهم .

قال تعالى : " يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً " [الأنفال : 29].


(4) ويكفر سيئاتهم :

قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا "[ الطلاق : 5] .


(5) وييسر أمورهم .

قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" [الطلاق :4 ] .


(6) ويجعل الفوز والفلاح حليفهم .

قال تعالى : " وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [البقرة : 189] .


(7) ويفرج عنهم الكربات ويخرجهم من الغمّ والمحن .

قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " [الطلاق:2]


(8) يرزقهم رزقًا واسعًا من غير كدٍ .

قال تعالى : " وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ " [الطلاق : 3].


(9) وينجيهم من العذاب والعقوبة .

قال الله تعالى : " ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا " [ مريم : 72 ].


(10) ويصطفيهم بالكرامة والأفضلية .

قال تعالى : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " [الحجرات : 13].


(11) وبعز الفوقية على الخلق :

قال تعالى : "وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ سورة البقرة : 212] .


(12) وأعظم بشاراتهم أنَّهم من أهل محبته سبحانه .

قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" [التوبة : 4]


(13) ويخلص قلوبهم من الدرن والقسوة .

قال تعالى : " فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ " [الحج : 32] .


(14) ولا يتقبل الله العمل إلا منهم .

قال تعالى : " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " [المائدة : 27].


(15) وهم الآمنون من البليَّة العظمى يوم القيامة .

قال تعالى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ " [ الدخان : 51] .


(16) وهم الفائزون بالنعيم :

قال تعالى : "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "[ الذاريات : 15] .


أرأيت شأن التقوى ، فكيف بعد ذلك – أخى في الله – تغفل عن إصلاح وتجويد صيامك ، والله لو صحَّ قصدك ، وكنت تبغي ما عند الله ، لصابرت واصطبرت ، ولأخذت نفسك بالحزم حتى لا تضيع تلك المنحة العظيمة .


من اليوم من ينافس ؟؟؟



شعارنا المتجدد : لأرين الله ما أصنع ، لن يسبقني إلى الله أحد . والله المستعان

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " لماذا لا تطبقون ما تتعلمون"


لماذا لا تطبقون ما تتعلمون ؟

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملا.. أما بعد

الإخوة والأخوات


هل منكم من بكى هذه الايام على حاله ، واستشعر : " إِنَّا لَمُغْرَمُونَ " أي معذبون " بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ "

هل منكم من استنفر همته وراجع حساباته حين شعر أنه قد يكون صادًا عن سبيل الله وهو لا يدري حين يتقاعس

ويتكاسل ويقول : " شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا " فيأتي هذا البيان الإلهي لحقائق القلوب

" يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ " فهل تقولون ما في قلوبكم ، هل ترغبون حقًا في العتق من النار ؟

هل تريدون صدقاً أن تنالوا جنة القرب ؟


سؤالي لكم : لماذا لا تطبقون ما تتعلمون ؟

إنها وقفة حساب مع أنفسنا والمؤمن يحاسب نفسه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [الحشر : 18 ]

لماذا لا نطبق ما تعلمناه ؟ كم خطبة حضرنا ؟ كم كتاباً قرأنا ؟ كم شريطاً سمعنا ؟ كم نصيحة إليها أصغينا وأُسديت إلينا ؟

كم ختمة ختمنا ؟ كم من ذلك عقلنا ؟ وكم من المضمون طبقنا ؟ كم أمراً فيها نفذنا ؟ وكم نهياً فيها اجتنبنا ؟

لماذا نُدعى إلى كتاب الله وسنة نبينا فنتولى ولا نعمل ؟ لماذا تقرأ علينا الآيات التي لو أنزلت على

جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ثم لا نتعظ ولا نتأثر ؟


والجواب :

1- لأنه ليس عندنا درجة الجدية الكافية التي تدفعنا

، فليس كلنا عنده نفسية التلقي للتنفيذ .

القرآن الكريم أنزل للتنفيذ ، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلمون للتنفيذ


انظر إلى هذا الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ علمني دُعَاءً أَدْعُو بِهِ

فِي صَلاَتِي قَالَ ‏"‏ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا - وَقَالَ قُتَيْبَةُ كَثِيرًا - وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ

عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‏"
[رواه مسلم ]

يسأل ليعمل ويطبق ، لا بد أن يكون عندنا مفهوم العلم للعمل والتلقي للتنفيذ ، نريد أن نقرأ المصحف وننفذ ما قاله

الله عز وجل لأن الأوامر لنا وليست لغيرنا ، ثم إن التنفيذ يزيدنا خيراً وثباتاً


( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ) [ النساء : 66 ] العمل يثبت الإنسان

2- أن مستوى تصديقنا بالجنة والنار ضعيفٌ

ومستوى إيماننا بالحساب فيه نقص ولذلك نستغرب أحياناً كيف تصدق أبو بكر بكل ماله ؟

كيف تصدق عمر بنصف ماله ؟ مالذي دفعهم إلى هذا المستوى العالي من التطبيق ؟

الدافع هو الإيمان بالجنة والنار والحساب وما أعده الله للمتقين . فلو كان مستوى الإيمان عندنا عالياً لرأيت تطبيقاً عظيماً


3- عدم معرفة الأجر يؤدي إلى ضعف التطبيق .

لماذا ذكر الله لنا الأجور ؟ حتى نعمل .

بالله عليكم أخبرونا ما تصنعون حين تسمعون مثل هذا الحديث


وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال : قال رسول الله : ( من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي

أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه )
[ رواه الترمذي وحسنه ]

هل تحتسبون هذا عند كل طعام ؟ وهل أنتم في حل من هذا الأجر ؟ أم هي الغفلة !!!


4- طول الأمل :

قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ

مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
[ يونس : 7-8 ]

إن (سوف ) قد أساءت لنا كثيراً ، فكلمَّا جاء طرق الخير صرفه بواب ( لعل وعسى)

5- الشيطان حريص على أن يصرفنا عن تطبيق الأعمال

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ ‏"‏ خَصلتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلاَّ دَخَلَ

الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ

بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثلاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثلاثًا وَثلاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثلاثًا وَثلاثِينَ

فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ‏"‏ ‏.‏ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ

كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ قَالَ ‏"‏ يَأْتِي أَحَدَكُمْ - يَعْنِي الشَّيْطَانَ - فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ وَيَأْتِيهِ فِي

صَلاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ‏"
[‏رواه أبو داود ]

6- من أسباب عدم التطبيق الوسط الموجود فيه الإنسان

قد يكون في وسط لا يوجد فيه قدوات ، فالتطبيق قليل ، الموجودون يغلب عليهم الجدل لا العمل .

قال تعالى عن بلقيس : " وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ " [النمل: ٤٣ ]
فماذا صد بلقيس عن الله ؟ ما كانت تعبد من دون الله . لماذا ؟ لأنها كانت في قوم كافرين ، فتأثرت بهم رغم

رجاحة عقلها ، ثم لما جاء سليمان عليه السلام أسلمت . فلماذا لا تغير بيئتك ؟ لماذا تركن فتضعف ثم تشتكي ؟؟


7- عدم الواقعية في التطبيق كأن يهجم في بداية التزامه

على هذه العبادات والنوافل والمستحبات فعمل عملاً كبيراً لا يطيقه ، هنا قد يحدث كلل وملل وبالتالي يحدث انقطاع .

عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ،
قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍوـ رضى الله عنهما ـ قَالَ لِي النَّبِيُّ

‏"‏ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ‏"‏ قُلْتُ إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَت عَينُكَ وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ،

وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ، وَلأَهْلِكَ حَقٌّ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ ‏"
‏ ‏.

[ رواه البخاري ]. فقد أمره الرسول بالاقتصاد في العبادة حتى لا تمل النفس

8- ضعف الارتباط بالكتاب والسنة من أهم أسباب عدم التطبيق ،

لماذا بكت أم أيمن لما زارها أبو بكر وعمر ؟ بكت لأن الوحي قد انقطع ، فلو أن القلوب متعلقة بالوحي لكان الحال

غير الحال


والعلاج :

1- الإحساس بقيمة المعلومة وقد كان وقع المعلومة على السلف عظيماً لذلك كان يقدرها حق قدرها وكأنه حصل

على كنز عظيم . لكن نحن اليوم نسمع الكثير من المعلومات ولا نحس بأننا قد حصلنا على شيء كثير .


2- التفكير كيف كان السلف ينفذون.يقول المروذي قال لي أحمد بن حنبل رحمه الله : ما كتبت عن النبي صلى الله عليه

وسلم حديث إلا وقد عملت به ، حتى مر بي في الحديث أنَّ النبي احتجم ، وأعطى أبا طيبه

( يعني الحجام ) ديناراً ، فأعطيت الحجام ديناراً حين احتجمت

3- التربية على التنفيذ والعمل والعلم .

4- الدعاء نسأل الله أن يعيننا على تطبيق ما تعلمنا .

يقول أبو بكر بن العربي : كنت مقيماً في ذي الحجة سنة 489 في مكة ، وكنت أشرب من ماء زمزم كثيراً ،

وكلما شربت نويت به العلم والإيمان ، ففتح الله لي ببركته في المقدار الذي يسره لي من العلم ، ونسيت أن

اشربه للعمل ، يا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله لي منهما ، فكان صفوي للعلم اكثر منه للعمل ،

وأسال الله الحفظ والتوفيق برحمته

الخميس، 20 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " نظارة الحب"


نظارة الحب


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

أما بعد ... أحبتي في الله ..

تعالوا نتأمل هذه الكلمات الذهبيات لابن القيم :
يقول : " وكلُ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته ، مما يحب العبد ويكره ، فعطاؤه ومنعه ، ومعافاته وابتلاؤه ، وقبضه وبسطه ، وعدله وفضله ، وأماتته وإحياؤه ، ولطفه وبره ، ورحمته وإحسانه ، وستره وعفوه ، وحلمه وصبره على عبده ، وإجابته لدعائه وكشف كربه ، وإغاثة لهفته ، وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه ، بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه ، كلُّ ذلك داعٍ للقلوب إلى تألهه ومحبته "

هل ما زلت لا تعرفه ؟ هل لا زلت لا تحسن الظن به ؟
يقول ابن القيم : " بل تمكينه عبده من معصيته ، وإعانته عليها ، وستره حتى يقضي وطره منها ، وكلاءته وحراسته له ، ويقضي وطره من معصيته ، وهو يعينه !! ويستعين عليها بنعمه : من أقوى الدواعي إلى محبته ، فلو أنَّ مخلوقا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك ، لم يملك قلبه عن محبته ، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسنُ إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته ، فخيره إليه نازل ، وشره إليه صاعد ، يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه ، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه ، فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته ، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه ، فألأم اللؤم تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه ، وتعلقها بمحبة سواه "

هل تتخيل ؟!! تعصيه فلم يحل بينك وبين ما تشتهي ، تخالف أمره فلم يعاجلك بعقوبة ولم يهلكك ، ولم يفضحك ، بل تركك تقضى غايتك من هذه المعاصي وفيها سخطه ، ولو شاء لجعلك هباءً منثورًا ، لكن أمهلك وتحبب إليك . يا لكرم الله !!

ثمَّ يضيف ابن القيم من هذه المعاني الغالية عن جوده وكرمه سبحانه المستوجب لمحبته فيقول : " وأيضا فكل من تحبه من الخلق أو يحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك ، والرب سبحانه وتعالى يريدك لك ، كما في الأثر الإلهي : " عبدي كل يريدك لنفسه وأنا أريدك لك " فكيف لا يستحيي العبد أن يكون ربه له بهذه المنزلة ، وهو معرض عنه مشغول بحب غيره ، وقد استغرق قلبه محبة ما سواه "

ويأبى الله إلا أن يفهمنا هذا الدرس ولكن لجهلنا لا نفهم ، فمن منَّا لم يعرف هذه الحقيقة المرة ، أنَّ كل النَّاس بلا استثناء ، ولو كانا أبويك أو زوجتك أو عيالك أو إخوانك أو أصدقائك من منهم لم تعرف أنَّه لا يعاملك إلا لمصلحته ومنفعته ؟! إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت تدري ثمَّ لا تؤثر ربك فالمصيبة أعظم !!
ألم تفهم ؟ كلهم لن ينفعوك ، كلهم يريدك له ليس إلا ، أمَّا هو سبحانه فيريدك لك ، يريد مصلحتك ومنفعتك .
أليس في القلوب حياة ؟ والله كلمات تتفطر لها القلوب القاسية ، فما بال قلوبنا لا تتحرك .

واجبنا العملي :
(1) افهم عن الله من الآن ، واقرأ كل شيء من خلف نظارة الحب ، تتغير حياتك .
(3) عش في رياض اسمه " الستير " واسمه " الحليم " واستدعي حمرة الخجل والحياء منه سبحانه (4) الهج بهذا الثناء لترقيق قلبك ، وتحبب إلى ربك .
كان يحيى بن معاذ يقول في مناجاته : إلهي ما أكرمك !! إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها ، و غدا تقبلها ، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها ، و غدا تغفرها ، فنحن من الطاعات بين عطيتك و قبولك ، و من الذنوب بين سترك و مغفرتك . [ شعب الإيمان ]
اللهم عصينا فسترتنا ، وخالفنا أمرك فأمهلتنا ، ونحن أهل العصيان وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ، فارحم ذلنا الآن بين يديك ، واغفر لنا ما كان منَّا ، ولا تحرمنا ما عندك بسوء ما عندنا .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "حبنا يارب"

حبنا يا رب .

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .

أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسأله موجبات رحمته ، وعزائم مغفرته ، وأسأله شكر نعمته ، وحسن عبادته ، وأسأله قلبًا سليما ، ولساناً صادقاً ، وأسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم .

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ، وعملاً صالحًا يبلغنا حبك .

فيا أيها المحبون لله ... هلموا إلى ربكم ، اخطوا معنا خطوات القرب ، وباعثها الود .
يا من تتنزل دموعكم شوقًا إلى الله ، هذا أوان التدليل على صدق المحبة بخير العمل .

يا من تشتاقون لنظرة واحدة لوجه ربكم الكريم ، هذا وقت البرهان ، فأين الدليل على هذا الشوق ؟؟؟
قال علي بن سهل بن الأزهر : " الغافلون يعيشون في حلم الله ، والذاكرون يعيشون في رحمة الله ، والعارفون يعيشون في لطف الله ، والصادقون يعيشون في قرب الله ، والمحبون يعيشون في الأنس بالله و بالشوق إليه " . [ شعب الإيمان ]

شعارنا اليوم : حتى أحبه .
أي سنصنع كل ما يمكننا صنعه ، وليس لنا أمل سوى أن تغرس محبته في قلوبنا، وهو يحب قبل أن نحب ، قال تعالى : " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "
فهو البادئ بالمحبة ، فلو أحببناه سيكون هو في البداية الذي أحبَّ ، فيا رب حبنا يا رب .
آه والله نحتاج كثيرا هذا الدعاء ، ( يا رب حبنا يا رب ) .

وواجبنا العملي :
(1) دلل على صدق محبتك لله بعمل يحبه الله تعالى فاعمله اليوم له .
مثلاً :

- كثرة النوافل . " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه " [ رواه البخاري ]

- الذكر الأفضل :
قال رسول الله : " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال ، أو زاد عليه " [رواه مسلم ]

قال رسول الله : " من قال دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال " [ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (476) ]
- العمل الأفضل :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله : قال : " ما عمل شيء أفضل من الصلاة ، وإصلاح ذات البين وخلق جائز بين المسلمين " [ رواه الأصبهاني وحسنه الألباني (2816) في صحيح الترغيب ]

اختر عملا يحبه الله واجتهد فيه ( حتى يحبني ) ف ( أحبه ) دائما اجعلها تتردد في وجدانك اليوم هذه العبارة

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "بس انت ترضى"


بس انت ترضى

إخوتي وأحبتي في الله ...
لا ينبغي أن تنسوا قواعد الطريق إلى الله تعالى :فهذا الطريق يقطع بالقلوب لا بالأبدان ، وعلى قدر ما يحسن قلبك ، على قدر ما يحسن حالك ، فالقلب مستودع الإيمان ومحل نظر الرحمن ، فتحسسه وراقبه ولا تذهل عن مداواته وعلاجه حتى يستقيم إيمانك .

هل تتعلمونها اليوم ؟؟ أن يكون شعارنا من الآن إذا سئلنا عن احتياجاتنا .

أن نقول : حاجتنا ربنا ، كل ما نريده أن يرضى ، كل ما نريده أن نتقرب منه . ( بس انت ترضى )

فواجبنا العملي :
أن نكثر من الدعاء لا سيما في الأسحار ، في الثلث الأخير من الليل بذلك .

في صحيح مسلم أنَّ النبي قال : إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى السماء الدنيا فنادى : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر

فنريد استغفارا بالسحر " والمستغفرين بالأسحار"

أما رجاؤنا ودعاؤنا وسؤالنا فأنت يا رب ، فالقرب منك يا رب ، والعفو منك يا رب ، والرضا منك يا رب .بس انت ترضى


روح وريحان وجنة نعيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وآله وصحبه الغر الميامين ، وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد .. فأحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا هذه كلها لوجهه الكريم خالصة ، وأن يتقبلها منَّا بقبول حسن ، ويجعل ثمرتها لنا سعادة الدارين .

قال تعالى : " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم " [ الواقعة : 88-89]

اللهم قربنا إليك ، اللهم اجعلنا عندك من المصطفين الأبرار ، اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك .

تعالوا نقترب بأن نعمل الأعمال التي يحبها ربنا ،
قال تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا " [مريم : 96]

شعار اليوم : حراسة الفرائض .

واجبنا العملي :
قال : " إنَّ الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه " [ رواه البخاري ]

حراسة الفرائض : أول درجات القرب .
وللأسف هناك فروض نتناساها : فالله فرض علينا أن نشكره ، وأن نستحي منه ، وأن نتوب له ، وأن نخاف منه ، وأن نتقيه ، فأين هذا من أعمالنا ؟؟؟

اليوم : اكتب سبعة واجبات أنت مضيعها ، وتقرب إلى الله بأن تؤدي كل يوم منها واجبًا ، وتحافظ عليه من الآن .
مثلاً:
(1) الصلاة في أول الوقت .

قال : " أفضل الأعمال : الصلاة في أول وقتها " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
فيصلي الأخ في المسجد والأخت بعد الآذان مباشرة .

(2) الدعوة إلى الله تعالى .
قال تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " [ النحل : 125 ]
فأين واجبك في نشر الخير ، وإحياء السنة ، وفعل المعروف ، والكف عن المنكرات ؟؟؟

(3) بر الوالدين :
فعاهد الله أن لا تضايقهما أبدا ، وإن جاهداك على فعل المعاصي ، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا .

(4) صلة الأرحام المقطوعة .
قال : " صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك " [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]

(5) حسن معاشرة الناس .
قال : " و خالق الناس بخلق حسن " [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]

(6) أداء الأمانات .
قال تعالى :" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " [ النساء : 58 ]
فكل من عنده أمانة وتكاسل في أدائها ، فليتحلل منها من قبل أن يقتص الله منه يوم القيامة .

(7) حفظ الفروج .
في زمن الفتن والمعاصي يأتيك صوت رسول الله : " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ]

هيا يا شباب الأمة ، اخطوا الخطوات ، وتقربوا إلى الله تعالى بحراسة المفروضات ، وثقوا بأن ربكم لا يضيع أعمالكم الصالحات .

شمروا واستعينوا بالله ولا تعجزوا ،
اللهم تقبل منَّا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " ياقلبى لن تصدأ"


يا قلبي لن تصدأ
الحمد لله وكفى ، والصلاةوالسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى . أما بعد...أحبتي في الله...
اليوم واجبنا أن تُصقل ( القلب ) أي يُجلى من أثر الران الحاصل بسبب كثرة الذنوب.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول :

" إنَّ لكل شيء صقالة ، وإن صقالة القلوب ذكر الله ، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله .
قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع "
[ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي - واللفظ له - وصححه الألباني ]

فنريد أن نزيد من ذكرنا اليومي حتى يُجلى القلب .
وقال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: " ذهب الذّاكرون اللّه بالخير كلّه " [شعب الإيمان للبيهقي ]

وقال أبو الدّرداء- رضي اللّه عنه-: لكلّ شيء جلاء، وإنّ جلاء القلوب ذكر اللّه- عزّ وجلّ- [الوابل الصيب (60) ]
قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- «إنّ الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مرّ بك أحد ذكر اللّه- عزّ وجلّ-؟ فإذا قال نعم استبشر») [ شعب الإيمان (1/ 453) رقم (691) ]

قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: الشّيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر اللّه تعالى خنس») [الوابل الصيب (56) ]

قال كعب بن مالك- رضي اللّه عنه : " من أكثر ذكر اللّه برأ من النّفاق») [ أخرجه مالك في الموطأ ]

قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: " اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " [ الأحزاب/ 33 ] إنّ اللّه تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلّا جعل لها حدّا معلوما ، ثمّ عذر أهلها في حال العذر، غير الذّكر فإنّ اللّه تعالى لم يجعل له حدّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلّا مغلوبا على تركه

فقال: "فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ" [النساء/ 103] أي باللّيل والنّهار في البرّ والبحر، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والسّقم والصّحّة، والسّرّ والعلانية، وعلى كلّ حال») [شعب الإيمان (1/ 415) ]

شعارنا : أجلِ قلبك من الصدأ
الواجب العلمى : عليكم بالباقيات الصالحات ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر )

عن أم هانىء رضي الله عنها قالت: "مر بي رسول الله ذات يوم فقلت يا رسول الله قد كبرت سني وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال :
"سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل . واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله .

وكبري الله مائة تكبيرة فإنَّها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة.

وهللي الله مائة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذٍ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت "
[ رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن ]
فزد من تسبيحك حتى تعتق ، هذه الباقيات الصالحات وهي خير عند ربك ثواباً و خير أملاً...

والأمل أن ينجلي القلب و يطهر ليصلح أن يكون محلا لمحبة الرب.

والله قلوبنا تعبت يا أحبتي ، قلوبنا لو نطقت لاشتكت من طول الحرمان وبعدها عن الرحمن ، وكفانا غفلات وملهيات وانشغال عن الصراط ، يا قلبي لن تصدأ ، سأجعل من ذكر الرحمن لك دواءً ، سأبذل قصارى جهدي في تصفيتك من أثر المعاصي ، سأضاعف من الاستغفار ، والصلاة على الحبيب ، ومن التسبيح والتحميد ، والتكبير والتهليل .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى "من السابقين"

من السابقين
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد ..أحبتي في الله ...

دعونا نسارع في الخيرات وأن نكون لها من السابقين .
قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أولئك يُسَارِعُونَ في الْخَيْرَاتِ وهُمْ لَهَا سَابِقُونَ "[ المؤمنون (61:57) ]

إنها تمارين السباق ، فتأهبوا بالتحلي بتلك الصفات :
(2) الإيمان بآيات الله ، فهل نصدق أنَّه " اقتربت الساعة " وهل نوقن بأنه " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " ، وهل نتذكر :" فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ "
(3) التوحيد : فهل طهرنا قلوبنا من التعلق بسواه ، ومن عبودية الدنيا ، ومن الخوف من غيره سبحانه .

(4) الوجل : فعن الحسن البصريّ- رحمه اللّه- قال : " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون : 60] قال: « كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البرّ وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب اللّه») [ الزهد، للإمام وكيع بن الجراح (1/ 390) ]
الواجب العملي :

(1) وقفة تفكر في المصير ، أريد اليوم أن تغلق عليك بابك ، وأغلق الأنوار ، واستشعر ظلمة القبر ، ووحشته ، ووحدته ، وليِّن قلبك بهذا لعله يرق .
(2) الاستماع إلى موعظة من مواعظ الدار الآخرة .
(3) التواصي بكثرة الصلاة على النبي ، حتى لا نخطئ طريق الجنة .
قال : " من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة " [ رواه الطبراني وصححه الألباني ]

تعالوا اليوم نتنافس في ذلك ، فمن سينال قصب السبق ، ويروض نفسه في تمارين السباق بكثرة الصلاة على النبي المختار ، فوالله إني أفتقدك حبيبي يا رسول الله ، وأقر وأعترف بتقصيري تجاهك ، وأخاف ان أسود وجهك يوم القيامة ، ولك العتبى بتفريطي في سنتك ، وقلة صلاتي عليك ، ولكني من ذلك اليوم أتوب ، وأسأل الله تعالى أن ألقاك على الحوض ، وأن لا أُحرم منك يومها .

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " جاء بالصدق"


جاء بالصدق

بسم الله ، الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد ... أحبتي في الله ..

اليوم نريد تأهيلاً جديداً ، بأعظم أسباب الهداية لطريق الله تعالى ( الصدق ) فالصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .

وأنا أسألكم بالله : هل أنت صادق العهد مع الله تعالى ؟
قال تعالى :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً "[ الأحزاب : 23-24 ]

وأسألكم على استحياء : هل نحن أوفياء لله ؟
قال عبد الواحد بن زيد: الصّدق الوفاء للّه بالعمل .

هل تريدون أن تعرفوا علامة الصدق ؟
قال إبراهيم الخوّاص: الصّادق لا تراه إلّا في فرض يؤدّيه، أو فضل يعمل فيه .
والله نحتاج بعد وقفة الحياء إلى وقفة صدق ، لنؤدي ما علينا تجاه ربنا من الفرض الدائم .
وقال بعضهم: «من لم يؤدّ الفرض الدّائم لم يقبل منه الفرض المؤقّت. قيل: وما الفرض الدّائم؟ قال: الصدق .

شعارنا اليوم : " والذي جاء بالصدق "
قال تعالى :" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "[الزمر :33 ] فلابدَّ أن تأتي الله بالصدق في الأقوال والأعمال ، وتصدق على ذلك بالتواضع والانكسار .

الواجب العملي :
(1) لابد أن تخرج صدقة يومية لما في الصحيحين من قول النبي : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا "
فلابد كل يوم من صدقة ولو بأقل القليل ، ستأتي الآن بصدقة أسبوع كامل ، وتقسمها في سبعة أظرف ، وتكتب عليه اليوم ، وكلما خرجت تأخذ الظرف لتنفقه وتتصدق به ، وكرر ذلك كل أسبوع .
(2) من اليوم نبدأ أعمال دورية بمعنى أنها سنثبتها كل يوم ، * كالاستغفار 100 مرة لفعله .
قال : " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " [ رواه مسلم ]
* والصلاة على النبي . ( كثيرا)
* وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . (100 مرة )

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

وصايا إيمانية للشيخ هانى حلمى " وقفة حياء"

وقفة حياء

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، لا سيما عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .

أما بعد .. فأحبتي في الله ..


اليوم نحتاج لوقفة ( حياء ) مع الله تعالى ، نستحي فيها منه ، نستحي من حيائه سبحانه . هل تعرفون أن الله يستحي من رد دعائكم ؟

قال : "إنَّ الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين " [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]

نريد أن ندعو ربنا اليوم ونحن في منتهى الخجل من تقصيرنا وتفريطنا .
فنريد أن نستغفر من ذنوب ، ومن آفات حياء من الله تعالى قال أبو عقبة الجراح بن عبد الله : تركت الذنوب حياء أربعين سنة ، ثمَّ أدركني الورع .

نريد أن نرفع إيماننا ونزيد رصيدنا فالحياء شعبة من شعب الإيمان .
نريد أن نتخلق بخلق الإسلام ألا وهو الحياء ، وأعظمه لا شك الحياء من الله .

شعارنا : وقفة حياء .

واجبنا العملي :

(1) عاهد الله على ترك ذنب من قائمة الذنوب العشرة التي أعددتها ، واتركه حياء من وقوفك بين يدي الله ، ليحاسبك عليه ، فتخجل وتتحسر ، وتتألم ندماً وحياء من فعل هذه الذنوب . ( جدد توبتك من هذا ) وأقسم على نفسك : والله لأتركن هذا إلى الممات ، ولا ألقى ربي به فيعاتبني ، فأُعذب بالعتاب والحساب .
(2) دعاء طويل كثير اليوم ، وليته في ساعات الإجابة ، دعاء بنية الاستحياء من حياء الله تعالى الذي لا يرد سائله ، ونحن نعصاه ونخالف أمره .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك